الأكل والشرب متكئا

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله. بارك الله فيكم ما حكم الاكل والشرب متكئا.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

-  الأكل متكئا مكروه غير محرم، وأصل ذلك حديث علي بن الأقمر سمعت أبا جحيفة يقول: قال رسول الله ﷺ :«لا ‌آكل ‌متكئا». [صحيح البخاري (7/ 72 ط السلطانية)]. وفعله ﷺ لا يفيد التحريم وإنما الكراهة. عن عطاء، قال: «إن كنا نأكل ونحن متكئون». [مصنف ابن أبي شيبة (5/ 140 ت الحوت)].

-  اختلفوا في سبب المنع من الأكل متكئا، فقيل أن ذلك يكون سببا لكثرة الأكل، وهو سبب البدانة، عن إبراهيم، قال: «كانوا يكرهون أن يأكلوا تكاة مخافة أن تعظم بطونهم». [مصنف ابن أبي شيبة (5/ 140 ت الحوت)]. وقيل هو مناف للتواضع لما رواه الزهري «أن النبي عليه السلام أتاه ملك لم يأتيه قبل تلك المرة ولا بعدها فقال: إن ربك يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا، قال فنظر إلى جبريل كالمستشير له، فأومأ إليه أن يتواضع، فقال: بل عبدا نبيا، ‌فما ‌أكل ‌متكئا)». [شرح صحيح البخاري - ابن بطال (9/ 474)]. لكنه لا يصح. وقيل الكراهة من جهة الطب، فنوع منها يضر بالآكل وهو الاتكاء على الجنب، فإنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته ويعوقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة، ويضغط المعدة، فلا يستحكم فتحها للغذاء. وأيضا فإنها تميل ولا تبقى منتصبة، فلا يصل الغذاء إليها بسهولة. [زاد المعاد في هدي خير العباد - ط عطاءات العلم (4/ 317)].

-  ليس المتكئ هو المائل المعتمد على أحد شقيه، بل هو أعم من هذا فيشمل المتكئ ههنا هو المعتمد على الوطاء الذي تحته وكل من استوى قاعدا على وطاء فهو متكئ. والاتكاء مأخوذ من الوكاء ووزنه الافتعال منه فالمتكئ هو الذي أوكى مقعدته وشدها بالقعود على الوطاء الذي تحته والمعنى أني إذا أكلت لم أقعد متمكنا على الأوطية والوسائد فعل من يريد أن يستكثر من الأطعمة ويتوسع في الألوان. [معالم السنن (4/ 243)].

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.