الرد على الدكتور عصام المراكشي في إباحة الاختلاط
بعدما أنكرنا الاختلاط الحاصل في مؤسستي مودة ويقين، بدأت بعض الردود من طرفهم، مع أنها ردود إنشائية ظهر معها التعارض أو التناقض.
ومن هذه الكتابات ما كتبه المهندس عصام المراكشي مبيحا الاختلاط الحاصل في المؤسستين، مع أن دعوته كانت عكس ذلك تماما، بل كانت دعوته لإيجاد حلول عملية، فقد قال:"والواجب السعي إلى تحصيل الدراسة الجامعية غير المختلطة، لكن في انتظار تحقيق ذلك - وهو أمر عسير - فالمتعين القول بجواز الدخول إلى الجامعة، مع الاجتهاد في مفارقة أسباب الفساد".انتهى.(http://bit.ly/2EE1jPz).
فبينما كنا ننتظر المحاولة فإذا بهم سارعوا إلى إنشاء مؤسسة مختلطة عن طيب خاطر منهم!!.
فظهر التعارض في كلامه عن الاختلاط، وكشف نوعا من التكلف في الاستدلال لتبرير الاختلاط الذي وقع فيه.
فحاول مرة أن ينسب إلينا التناقض فقال:"على أن الذين يتركون الجامعة لأجل الاختلاط، لا بد لهم من الوقوع فيه خارج الجامعة، فالأسواق والشوارع والإدارات ووسائل النقل كلها مختلطة.".(http://bit.ly/2NKVC6w).
لكن نسي كلامه القديم وفيه يبيح الاختلاط في الشارع والسوق..ويمنع قياس أحدهما على الآخر، قال:"الاختلاط نوعان:
- العارض، كالذي يكون في الشارع والسوق ومجلس الفتوى والقضاء ومناسك الحج وما أشبه ذلك.
- المستقر، كالاختلاط في المدرسة والجامعة والعمل وما التحق بذلك.
فقياس الثاني على الأول، توسع غير مرضيّ، لا تستسيغه قواعد الشرع العامة في درء الفتن بين الجنسين، وهي القواعد التي دل عليها ما لا يحصى من التشريعات التفصيلية".(http://bit.ly/2tuvp2V).
وفي كل، هذا التعارض طبيعي جدا، وما يهمنا الآن هو ما كتب مستدلا بأمور ثلاثة :
الدليل الأول : ما كان على عهد النبي ﷺ من اجتماع الرجال والنساء في المساجد للدرس والموعظة..
وحقيقة هذا غير صحيح، بل الدروس والمواعظ على عهد النبي ﷺ كانت منفصلة، فعن أبي سعيد أن امرأة قالت للنبي ﷺ:"غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله . فقال : اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا".(البخاري.7310.مسلم.26/34).
اما في المواعظ فقد كان له خطبتان، واحدة للرجال وثانية للنساء، فعن ابن عباس:"أنه سأله رجل: شهدت مع رسول الله ﷺ العيد أضحى، أو فطرا؟. قال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته، يعني من صغره- قال: خرج رسول الله ﷺ فصلى، ثم خطب، ولم يذكر أذانا، ولا إقامة، ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، فرأيتهن يهوين إلى آذانهن وحلوقهن، يدفعن إلى بلال ثم ارتفع هو وبلال إلى بيته".(البخاري.5249).
وتأمل قول ابن عباس:"ولولا مكاني منه ما شهدته". فلولا صغر سن ابن عباس ما كان النبي ﷺ ليسمح له بدخول الموعظة الخاصة بالنساء!.
قال ابن حجر:"قوله (ثم أتى النساء) يشعر بأن النساء كن على حدة من الرجال غير مختلطات بهم ".(466/2).
وكن يطفن بعيدا عن الرجال، بل وليلا، قال ابن جريج لعطاء :"كيف يخالطن الرجال؟. قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة [ناحية منعزلة] من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت:انطلقي عنك، وأبت، يخرجن متنكرات بالليل، فيطفن مع الرجال، ولكنهن كن إذا دخلن البيت، قمن حتى يدخلن، وأخرج الرجال".(البخاري.1618).
وقالت امرأة لعائشة:" يا أم المؤمنين: طفت بالبيت سبعا، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا، فقالت لها عائشة: لا آجرك الله، لا آجرك الله، تدافعين الرجال، ألا كبرت الله ومررت".(حسن رواه الشافعي في المسند.890).
وكن يميشن على حافات الطريق، قال رسول الله ﷺ:"ليس للنساء وسط الطريق".(حسن رواه ابن حبان.5601). وعندما سمعت المرأة العفيفة كانت ردة فعلها كما ورد عن أبي سعيد الأنصار:"كانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به".(حسن رواه أبو داود.5272).
بل هذا الاختلاط الذي يتحدث عنه لم تعرفه الديانات الأخرى قبل التحريف، فقد نذرت امرأة عمران إن هي أنجبت ذكرا فهو خالص لخدمة بيوت العبادة :{إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم}.
لكنها أبطلت النذر بعد أن وضعتها أنثى:{فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم}.
لأن النذر في هذه الحالة صار حراما، فالأنثى لا تقيم في دور العبادة وسط الرجال، قال عكرمة في قولها ذاك :"لا ينبغي لامرأة أن تكون مع الرجال.أمها تقول ذلك".(تفسير الطبري.338/5). والكلام يطول في هذا فقد سبق لنا بيانه في مقال خاص.
أما صلاة النساء خلفه ﷺ فيجاب عن هذا من ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : أن ذلك لا علاقة له بالاختلاط ، فهو حدث عابر، وهذا ليس محل بحث أصلا، وإنما الحديث عن المكث الطويل، وكانت النساء يصلين وينصرفن كما سيأتي، وقد بوب البخاري :"باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد".(173/1).
قال ابن رجب بعدما أنكر الاختلاط:" وإنما كن يشهدن الصلوات في مؤخر المساجد ليلا، ثم ينصرفن عاجلا".(تسلية نفوس النساء.ص:7).
الثاني : أنهن كن يخرج بالليل، قال النبي ﷺ:"ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد".(البخاري.899.مسلم.442). وأنت تعلم حال النور في ذلك الزمن، قالت أمنا:"إن كان رسول الله ﷺ ليصلي الصبح، فينصرف النساء متلفعات بمروطهن، ما يعرفن من الغلس".(البخاري.578.مسلم.645). فالمرأة لم تكن تعرف من شدة الظلمة، فإذا كان هذا في صلاة الصبح فكيف بما قبلها؟!.
الثالث : أنهن خلف الرجال لا يرى الرجل من خلفه من النساء، وينصرف النساء قبل الرجال، فلا يتصدرن المجالس كما هو حال داعيات المؤسسة، فعن أم سلمة:"أن رسول الله ﷺ إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ، ويمكث هو في مقامه يسيرا قبل أن يقوم . قال : نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال".(البخاري.875).
فشتان بين هذا وبين مؤسسة يقين، ومحاولة القياس محاولة فاسدة تماما. قال ابن بطال (المتوفى: 449هـ) ملخصا صفة صلاة النساء زمن النبوة كما ذكرنا من أدلة:"هذه السنة المعمول بها أن تنصرف النساء فى الغلس[الظلمة] قبل الرجال ليخفين أنفسهن، ولا يتبين لمن لقيهن من الرجال، فهذا يدل أنهن لا يُقمن فى المسجد بعد تمام الصلاة، وهذا كله من باب قطع الذرائع، والتحظير على حدود الله، والمباعدة بين الرجال والنساء خوف الفتنة ودخول الحرج، ومواقعة الإثم فى الاختلاط بهن".(شرح البخاري.473/2).
وهذه الصور ذكرها ابن رجب الذي توفي سنة (795هـ)، بين فيها أن اجتماع النساء بالرجال في عهد النبي ﷺلم يكن معروفا، والعجيب انه سماه اختلاطا وفيه رد على من ينكر المصطلح، قال رحمه الله :"هذا يدل على أن مجالس النبي ﷺ للفقه في الدين والتذكير ونحو ذلك - لم يكن النساء يحضرنها مع الرجال، وإنما كن يشهدن الصلوات في مؤخر المساجد ليلا، ثم ينصرفن عاجلا، وكن يشهدن العيدين مع المسلمين منفردات عن الرجال من ورائهم، ولهذا لما خطب النبي ﷺ يوم العيد رأى أنه لم يسمع النساء، فلما فرغ جاء ومعه بلال إلى النساء، فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، وأجلس الرجال حتى يفرغ من موعظة النساء.
وأصل هذا، أن اختلاط النساء بالرجال في المجالس بدعة كما قال الحسن البصري".(تسلية نفوس النساء.ص:7).
فانظر كيف تحدث عن دروس التفقه في الدين والتذكير والموعظة وصلاتهن معه ﷺ وصلاتهن العيدين كل ذلك منفصلات، بل وسماه اختلاطا مبتدعا كما نقل عن الحسن.
العجيب أن عصاما كان يوافقنا في هذا قبلا فقال:"ولذلك وجد النوع الأول[يقصد العابر] في تاريخ الأمة منذ زمن الرسالة، وما وجد الثاني[يقصد الدائم] إلا بعد دخول المحتل الأجنبي".انتهى..(http://bit.ly/2tuvp2V).
والآن يذكر أن الاختلاط هذا كان زمن النبوة!!.
-الدليل الثاني : استدل بقول مالك رحمه الله، حينما سئل:"هل تأكل المرأة مع غير ذي محرم منها، أو مع غلامها؟. قال: ليس بذلك بأس. إذا كان ذلك على وجه ما يعرف للمرأة أن تأكل معه من الرجال. وقد تأكل المرأة مع زوجها. ومع غيره ممن يؤاكله. أو مع أخيها على مثل ذلك".(الموطأ.3448).
وهذا بعدما ضاقت به الأدلة التي تنصف الإباحة، -وقد لا يكون دليلا لكنه مبرر-، فرجع إلى كلام الفقهاء، وهذا مشكل!!.
فمالك رحمه مثلا لا بأس عنده في أن يرى العبد شعر سيدته!!. قال أشهب عن مالك:"ينظر الغلام الوغد إلى شعر سيدته".(تفسير القرطبي.234/12). بل سئل مالك:"أيرى العبد شعر سيدته وقدميها وكفيها؟ فقال: أما الغلام الوغد فلا بأس بذلك".(البيان والتحصيل.401/18).
والإمام مالك رحمه أبرأ ذمته عندما وجه طلابه إلى الدليل، فعن بشر بن عمر قال:"سمعت مالك بن أنس كثيرا إذا حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث فيقال له: وما تقول أنت أو رأيك؟. فيقول مالك:{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.(التمهيد.411/8).
بل مالك رحمه الله كان متشددا في مثل هذه الأمور، قال القرافي:"واستحب مالك للمرأة إذا قدمت نهارا أن تؤخر الطواف إلى الليل".(الذخيرة.236/3). فإذا كان مالك يرى أن المرأة تطوف حول بيت ربها ليلا في اختلاط عابر، فكيف يسمح لها بالاختلاط، بل ومواكلة الرجال وجها لوجه!!. فبله مؤسسة يقين!.
بل مالك رحمه الله قال:" أرى للإمام أن يتقدم إلى الصناع في قعود النساء إليهم، وأرى ألا تترك المرأة الشابة تجلس إلى الصناع..".(335/9). فإذا كان الجلوس إلى الصانع في تلك المدة الوجيزة يأمر فيها الإمام مالك المتحتسب بالتقدم إليهن حتى ينهاهن، فكيف باختلاط الشواب والشباب في مؤسسة مودة؟!.
بل مالك لا يرى إلقاء السلام على الشابة! فكيف بمواكلتها ومجالستها في مؤسسة يقين! .قال يحيى:"سئل مالك، هل يسلم على المرأة؟ فقال: أما المتجالة [العجوز]، فلا أكره ذلك، وأما الشابة، فلا أحب ذلك".(الموطأ.3526).
بل جاء في المدونة:"قلت لابن القاسم: ما حد ما ترفع المرأة المحرمة صوتها عند مالك في التلبية؟. قال: قدر ما تسمع نفسها".(398/1).
بل كانت فاطمة ابنته إذا قُرأ على مالك الموطأ وأخطأ القارئ في حرف، أو زاد أو نقص، تدق الباب، فيقول مالك للقارئ: ارجع فالغلط معك، فيرجع القارئ فيجد الغلط".(المدخل.ابن الحاج.215/1).
فمالك رحمه الله كما ترى يمنع اختلاط الرجال بالنساء، فلم ننصرف من المحكم إلى المتشابه؟!!.
لذا أهل الدليل والحق استنكروا ما نقل عن مالك، وأقصد حافظ المغرب الإمام ابن عبد البر فقد علق على قول مالك مستنكرا بعدما ذكر الأدلة التي ترده:"في كتاب الله تعالى شفاء من هذا المعنى قال الله عز وجل {وقل للمؤمنت يغضضن من أبصرهن} .. فأين المجالسة والمؤاكلة من هذا؟!.. قد جاءت رخصة في المملوك الوغد وفي معاني من هذا الباب تركت ذكرها لأني لم أر من الصواب إلا أن يكون المملوك من غير أولي الإربة فيكون حكمه حكم الأطفال الذين لا يفطنون لعورات النساء وكم من المماليك الأوغاد أتى منهم الفساد".(الاستذكار.389/8).
مع أن قول مالك يذكر لاعتبارات ثلاثة :
الأول : أن ذلك من وراء حائل أي أنها في خيمة، قال الأزهرى:"معنى قول مالك التقدم فى المؤاكلة ذلك فى الحِجَال".(إكمال المعلم.520/6). قال ابن الأثير في تعريف الحجلة:" بيت كالقبة يستر بالثياب وتكون له أزرار كبار، وتجمع على حجال.".(غريب الحديث.346/1). فجعل المرأة عند أكلها مع غير محرم، ساترة لبدنها كله؛ لا لوجهها فحسب!!.(راجع:الحجاب.للطريفي.ص:104).
الثاني : أنها عجوز : قال علي بن الجهم مفسرا كلام مالك:"يعني العجوز المتجالة، وقد تأكل مع زوجها ومع غيره ممن تواكله، ولا تخلو مع رجل ليس بينه وبينها حرمة".(الجامع في السنن.ابن أبي زيد.ص:214). ومن قرأ فقه مالك أدرك كيف يفرق بين الشواب والعجائز، كما فرق ربنا بينهن في الحجاب :{والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم}.
الثالث : أن ذاك الرجل عبد، قال مالك نفسه:"يجوز للوغد أن يأكل مع سيدته، ولا يجوز ذلك لذي المنظرة".(أحكام القرآن.ابن العربي.386/3). وهذا طبيعي منه، فإن كان يرى جواز رُأية العبد لشعرها فكيف بمواكلته لها؟!!.
- الدليل الثالث : إستدلاله بقاعدة :"ما حرم لسد الذرائع فإنه يباح للحاجة".
والحاجة هنا منتفية، فنحن لم ننكر عليكم عندما قيل أن الاختلاط في الجامعات واقع وضرورة، لكن قمتم بإنشاء مؤسسات تابعة لكم مختلطة وعارض قولكم فعلكم، فبدل الاعتراف أسرفتم في التبرير، وفتحتم باب الفتنة بسماحكم للاختلاط من غير أي ضرورة، فالمشكلة اليوم أنه لا حاجة لذلك الاختلاط والمؤسسة لكم ملككم وتملكون كل الحق لمنع الاختلاط.
ثم أليست الحاجة تباح بقدرها؟. فلم لا يكون هناك فاصل بينكم؟. أو كما ذكرتم النساء خلف الرجال!. أو ليكن حائل أو ستار، بل أي الحاجة في تصدر نساء المؤسسة مجالس الرجال؟. ثم أي حاجة في نشر صور النساء؟.
فالمتأمل يعلم أنه لا حاجة في هذا الاختلاط داخل المؤسسة مع إمكانية الفصل، والحديث عن ضوابط هذيان، وعصام نفسه يقر بهذا قائلا :"وقد ذكر ابن حزم في أحد رسائله ملحظا لطيفا في هذا الباب :-ما من رجل يتكلم بحضرة النساء إلا وهو يغير من صفة كلامه حتى ترضى عنه النساء وتعجبن به وما من امرأة تتكلم في حضرة الرجال إلا فعلت الشيء نفسه- . وهذا شيء فطر عليه الرجال وفطرت عليه النساء فإذا تحدث رجل بين الرجال لم يكن كلامه كحديثه بين النساء والمرأة بين النساء لا يكون حديثها كالذي يكون إذا كانت أمام الرجال . فهذه من أمور القلوب التي يستسهلها بعض الناس".انتهى.راجع كلامه في محاضرة إنما الأمم الأخلاق ابتداء من الدقيقة 29 (هنا).
فإذا كان مجرد تواجدهما يفعل كل هذا فكيف بتصدرها للمجالس والاقتراب من الرجال..؟!.
والعجيب أنكم حرمتم المرأة من نشر صورها على حسابها فقلتم:"لا نرى للمرأة أن تنشر صورها على الشبكة، ولو بحجابها الساتر السابغ .. وهذا هو الموافق لأصل الشريعة، في أن المرأة تستتر وتتحجب وتقر في بيتها ما أمكن، وأن الرجل بعكس ذلك".(http://bit.ly/2VIBgxl).
فإذ بنا نرى صور كثير من النساء على صفحة مودة ويقين!!. بل المرأة هي أستاذة الرجال يتأملون في وجهها!!. فمن أشد فتنة الصورة أم الأصل؟!.
فنحن لا نتتبع كلام السيد عصام لإظهار تعارضه، لكن نقول للسيد عصام أن يراجع نفسه ولا تأخذك بعض الحيثيات إلى التراجع أو التبرير فحتما ستقع في مزيد من التعارض، وقد سخر الله لكم إمكانيات لفصل الرجال عن النساء فهلا حمدتم الله عليها وأظهرتم هذه النعمة؟.
ونقول لمن يتعصب للرجال : فإذا كنت من طلاب الدليل فقد ذكرناه ولدينا مزيد، وإن كنت ممن يقارن بفلان أعلم من فلان، فقد ذكرنا من هو أعلم منا معا طرا جميعا، أما إن كنت ممن يتعبر الشهرة علما فليس لنا غير قول ابن الجوزي:"ويخرجون، فيقولون: قال العالم؛ فالعالم عند العوام من صعد المنبر".(القصاص والمذكرين.ص:318).
وليس الغرض الإقناع، وإنما البيان والبلاغ:{وقالوا لن نؤمن لك حتىٰ تفجر لنا من الأرض ينبوعا. أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا. أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا. أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقىٰ في السماء ولن نؤمن لرقيك حتىٰ تنزل علينا كتابا نقرؤه ۗ قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا}.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
#قاسم_اكحيلات
ومن هذه الكتابات ما كتبه المهندس عصام المراكشي مبيحا الاختلاط الحاصل في المؤسستين، مع أن دعوته كانت عكس ذلك تماما، بل كانت دعوته لإيجاد حلول عملية، فقد قال:"والواجب السعي إلى تحصيل الدراسة الجامعية غير المختلطة، لكن في انتظار تحقيق ذلك - وهو أمر عسير - فالمتعين القول بجواز الدخول إلى الجامعة، مع الاجتهاد في مفارقة أسباب الفساد".انتهى.(http://bit.ly/2EE1jPz).
فبينما كنا ننتظر المحاولة فإذا بهم سارعوا إلى إنشاء مؤسسة مختلطة عن طيب خاطر منهم!!.
فظهر التعارض في كلامه عن الاختلاط، وكشف نوعا من التكلف في الاستدلال لتبرير الاختلاط الذي وقع فيه.
فحاول مرة أن ينسب إلينا التناقض فقال:"على أن الذين يتركون الجامعة لأجل الاختلاط، لا بد لهم من الوقوع فيه خارج الجامعة، فالأسواق والشوارع والإدارات ووسائل النقل كلها مختلطة.".(http://bit.ly/2NKVC6w).
لكن نسي كلامه القديم وفيه يبيح الاختلاط في الشارع والسوق..ويمنع قياس أحدهما على الآخر، قال:"الاختلاط نوعان:
- العارض، كالذي يكون في الشارع والسوق ومجلس الفتوى والقضاء ومناسك الحج وما أشبه ذلك.
- المستقر، كالاختلاط في المدرسة والجامعة والعمل وما التحق بذلك.
فقياس الثاني على الأول، توسع غير مرضيّ، لا تستسيغه قواعد الشرع العامة في درء الفتن بين الجنسين، وهي القواعد التي دل عليها ما لا يحصى من التشريعات التفصيلية".(http://bit.ly/2tuvp2V).
وفي كل، هذا التعارض طبيعي جدا، وما يهمنا الآن هو ما كتب مستدلا بأمور ثلاثة :
الدليل الأول : ما كان على عهد النبي ﷺ من اجتماع الرجال والنساء في المساجد للدرس والموعظة..
وحقيقة هذا غير صحيح، بل الدروس والمواعظ على عهد النبي ﷺ كانت منفصلة، فعن أبي سعيد أن امرأة قالت للنبي ﷺ:"غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله . فقال : اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا".(البخاري.7310.مسلم.26/34).
اما في المواعظ فقد كان له خطبتان، واحدة للرجال وثانية للنساء، فعن ابن عباس:"أنه سأله رجل: شهدت مع رسول الله ﷺ العيد أضحى، أو فطرا؟. قال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته، يعني من صغره- قال: خرج رسول الله ﷺ فصلى، ثم خطب، ولم يذكر أذانا، ولا إقامة، ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، فرأيتهن يهوين إلى آذانهن وحلوقهن، يدفعن إلى بلال ثم ارتفع هو وبلال إلى بيته".(البخاري.5249).
وتأمل قول ابن عباس:"ولولا مكاني منه ما شهدته". فلولا صغر سن ابن عباس ما كان النبي ﷺ ليسمح له بدخول الموعظة الخاصة بالنساء!.
قال ابن حجر:"قوله (ثم أتى النساء) يشعر بأن النساء كن على حدة من الرجال غير مختلطات بهم ".(466/2).
وكن يطفن بعيدا عن الرجال، بل وليلا، قال ابن جريج لعطاء :"كيف يخالطن الرجال؟. قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة [ناحية منعزلة] من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت:انطلقي عنك، وأبت، يخرجن متنكرات بالليل، فيطفن مع الرجال، ولكنهن كن إذا دخلن البيت، قمن حتى يدخلن، وأخرج الرجال".(البخاري.1618).
وقالت امرأة لعائشة:" يا أم المؤمنين: طفت بالبيت سبعا، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا، فقالت لها عائشة: لا آجرك الله، لا آجرك الله، تدافعين الرجال، ألا كبرت الله ومررت".(حسن رواه الشافعي في المسند.890).
وكن يميشن على حافات الطريق، قال رسول الله ﷺ:"ليس للنساء وسط الطريق".(حسن رواه ابن حبان.5601). وعندما سمعت المرأة العفيفة كانت ردة فعلها كما ورد عن أبي سعيد الأنصار:"كانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به".(حسن رواه أبو داود.5272).
بل هذا الاختلاط الذي يتحدث عنه لم تعرفه الديانات الأخرى قبل التحريف، فقد نذرت امرأة عمران إن هي أنجبت ذكرا فهو خالص لخدمة بيوت العبادة :{إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم}.
لكنها أبطلت النذر بعد أن وضعتها أنثى:{فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم}.
لأن النذر في هذه الحالة صار حراما، فالأنثى لا تقيم في دور العبادة وسط الرجال، قال عكرمة في قولها ذاك :"لا ينبغي لامرأة أن تكون مع الرجال.أمها تقول ذلك".(تفسير الطبري.338/5). والكلام يطول في هذا فقد سبق لنا بيانه في مقال خاص.
أما صلاة النساء خلفه ﷺ فيجاب عن هذا من ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : أن ذلك لا علاقة له بالاختلاط ، فهو حدث عابر، وهذا ليس محل بحث أصلا، وإنما الحديث عن المكث الطويل، وكانت النساء يصلين وينصرفن كما سيأتي، وقد بوب البخاري :"باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد".(173/1).
قال ابن رجب بعدما أنكر الاختلاط:" وإنما كن يشهدن الصلوات في مؤخر المساجد ليلا، ثم ينصرفن عاجلا".(تسلية نفوس النساء.ص:7).
الثاني : أنهن كن يخرج بالليل، قال النبي ﷺ:"ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد".(البخاري.899.مسلم.442). وأنت تعلم حال النور في ذلك الزمن، قالت أمنا:"إن كان رسول الله ﷺ ليصلي الصبح، فينصرف النساء متلفعات بمروطهن، ما يعرفن من الغلس".(البخاري.578.مسلم.645). فالمرأة لم تكن تعرف من شدة الظلمة، فإذا كان هذا في صلاة الصبح فكيف بما قبلها؟!.
الثالث : أنهن خلف الرجال لا يرى الرجل من خلفه من النساء، وينصرف النساء قبل الرجال، فلا يتصدرن المجالس كما هو حال داعيات المؤسسة، فعن أم سلمة:"أن رسول الله ﷺ إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ، ويمكث هو في مقامه يسيرا قبل أن يقوم . قال : نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال".(البخاري.875).
فشتان بين هذا وبين مؤسسة يقين، ومحاولة القياس محاولة فاسدة تماما. قال ابن بطال (المتوفى: 449هـ) ملخصا صفة صلاة النساء زمن النبوة كما ذكرنا من أدلة:"هذه السنة المعمول بها أن تنصرف النساء فى الغلس[الظلمة] قبل الرجال ليخفين أنفسهن، ولا يتبين لمن لقيهن من الرجال، فهذا يدل أنهن لا يُقمن فى المسجد بعد تمام الصلاة، وهذا كله من باب قطع الذرائع، والتحظير على حدود الله، والمباعدة بين الرجال والنساء خوف الفتنة ودخول الحرج، ومواقعة الإثم فى الاختلاط بهن".(شرح البخاري.473/2).
وهذه الصور ذكرها ابن رجب الذي توفي سنة (795هـ)، بين فيها أن اجتماع النساء بالرجال في عهد النبي ﷺلم يكن معروفا، والعجيب انه سماه اختلاطا وفيه رد على من ينكر المصطلح، قال رحمه الله :"هذا يدل على أن مجالس النبي ﷺ للفقه في الدين والتذكير ونحو ذلك - لم يكن النساء يحضرنها مع الرجال، وإنما كن يشهدن الصلوات في مؤخر المساجد ليلا، ثم ينصرفن عاجلا، وكن يشهدن العيدين مع المسلمين منفردات عن الرجال من ورائهم، ولهذا لما خطب النبي ﷺ يوم العيد رأى أنه لم يسمع النساء، فلما فرغ جاء ومعه بلال إلى النساء، فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، وأجلس الرجال حتى يفرغ من موعظة النساء.
وأصل هذا، أن اختلاط النساء بالرجال في المجالس بدعة كما قال الحسن البصري".(تسلية نفوس النساء.ص:7).
فانظر كيف تحدث عن دروس التفقه في الدين والتذكير والموعظة وصلاتهن معه ﷺ وصلاتهن العيدين كل ذلك منفصلات، بل وسماه اختلاطا مبتدعا كما نقل عن الحسن.
العجيب أن عصاما كان يوافقنا في هذا قبلا فقال:"ولذلك وجد النوع الأول[يقصد العابر] في تاريخ الأمة منذ زمن الرسالة، وما وجد الثاني[يقصد الدائم] إلا بعد دخول المحتل الأجنبي".انتهى..(http://bit.ly/2tuvp2V).
والآن يذكر أن الاختلاط هذا كان زمن النبوة!!.
-الدليل الثاني : استدل بقول مالك رحمه الله، حينما سئل:"هل تأكل المرأة مع غير ذي محرم منها، أو مع غلامها؟. قال: ليس بذلك بأس. إذا كان ذلك على وجه ما يعرف للمرأة أن تأكل معه من الرجال. وقد تأكل المرأة مع زوجها. ومع غيره ممن يؤاكله. أو مع أخيها على مثل ذلك".(الموطأ.3448).
وهذا بعدما ضاقت به الأدلة التي تنصف الإباحة، -وقد لا يكون دليلا لكنه مبرر-، فرجع إلى كلام الفقهاء، وهذا مشكل!!.
فمالك رحمه مثلا لا بأس عنده في أن يرى العبد شعر سيدته!!. قال أشهب عن مالك:"ينظر الغلام الوغد إلى شعر سيدته".(تفسير القرطبي.234/12). بل سئل مالك:"أيرى العبد شعر سيدته وقدميها وكفيها؟ فقال: أما الغلام الوغد فلا بأس بذلك".(البيان والتحصيل.401/18).
والإمام مالك رحمه أبرأ ذمته عندما وجه طلابه إلى الدليل، فعن بشر بن عمر قال:"سمعت مالك بن أنس كثيرا إذا حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث فيقال له: وما تقول أنت أو رأيك؟. فيقول مالك:{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.(التمهيد.411/8).
بل مالك رحمه الله كان متشددا في مثل هذه الأمور، قال القرافي:"واستحب مالك للمرأة إذا قدمت نهارا أن تؤخر الطواف إلى الليل".(الذخيرة.236/3). فإذا كان مالك يرى أن المرأة تطوف حول بيت ربها ليلا في اختلاط عابر، فكيف يسمح لها بالاختلاط، بل ومواكلة الرجال وجها لوجه!!. فبله مؤسسة يقين!.
بل مالك رحمه الله قال:" أرى للإمام أن يتقدم إلى الصناع في قعود النساء إليهم، وأرى ألا تترك المرأة الشابة تجلس إلى الصناع..".(335/9). فإذا كان الجلوس إلى الصانع في تلك المدة الوجيزة يأمر فيها الإمام مالك المتحتسب بالتقدم إليهن حتى ينهاهن، فكيف باختلاط الشواب والشباب في مؤسسة مودة؟!.
بل مالك لا يرى إلقاء السلام على الشابة! فكيف بمواكلتها ومجالستها في مؤسسة يقين! .قال يحيى:"سئل مالك، هل يسلم على المرأة؟ فقال: أما المتجالة [العجوز]، فلا أكره ذلك، وأما الشابة، فلا أحب ذلك".(الموطأ.3526).
بل جاء في المدونة:"قلت لابن القاسم: ما حد ما ترفع المرأة المحرمة صوتها عند مالك في التلبية؟. قال: قدر ما تسمع نفسها".(398/1).
بل كانت فاطمة ابنته إذا قُرأ على مالك الموطأ وأخطأ القارئ في حرف، أو زاد أو نقص، تدق الباب، فيقول مالك للقارئ: ارجع فالغلط معك، فيرجع القارئ فيجد الغلط".(المدخل.ابن الحاج.215/1).
فمالك رحمه الله كما ترى يمنع اختلاط الرجال بالنساء، فلم ننصرف من المحكم إلى المتشابه؟!!.
لذا أهل الدليل والحق استنكروا ما نقل عن مالك، وأقصد حافظ المغرب الإمام ابن عبد البر فقد علق على قول مالك مستنكرا بعدما ذكر الأدلة التي ترده:"في كتاب الله تعالى شفاء من هذا المعنى قال الله عز وجل {وقل للمؤمنت يغضضن من أبصرهن} .. فأين المجالسة والمؤاكلة من هذا؟!.. قد جاءت رخصة في المملوك الوغد وفي معاني من هذا الباب تركت ذكرها لأني لم أر من الصواب إلا أن يكون المملوك من غير أولي الإربة فيكون حكمه حكم الأطفال الذين لا يفطنون لعورات النساء وكم من المماليك الأوغاد أتى منهم الفساد".(الاستذكار.389/8).
مع أن قول مالك يذكر لاعتبارات ثلاثة :
الأول : أن ذلك من وراء حائل أي أنها في خيمة، قال الأزهرى:"معنى قول مالك التقدم فى المؤاكلة ذلك فى الحِجَال".(إكمال المعلم.520/6). قال ابن الأثير في تعريف الحجلة:" بيت كالقبة يستر بالثياب وتكون له أزرار كبار، وتجمع على حجال.".(غريب الحديث.346/1). فجعل المرأة عند أكلها مع غير محرم، ساترة لبدنها كله؛ لا لوجهها فحسب!!.(راجع:الحجاب.للطريفي.ص:104).
الثاني : أنها عجوز : قال علي بن الجهم مفسرا كلام مالك:"يعني العجوز المتجالة، وقد تأكل مع زوجها ومع غيره ممن تواكله، ولا تخلو مع رجل ليس بينه وبينها حرمة".(الجامع في السنن.ابن أبي زيد.ص:214). ومن قرأ فقه مالك أدرك كيف يفرق بين الشواب والعجائز، كما فرق ربنا بينهن في الحجاب :{والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم}.
الثالث : أن ذاك الرجل عبد، قال مالك نفسه:"يجوز للوغد أن يأكل مع سيدته، ولا يجوز ذلك لذي المنظرة".(أحكام القرآن.ابن العربي.386/3). وهذا طبيعي منه، فإن كان يرى جواز رُأية العبد لشعرها فكيف بمواكلته لها؟!!.
- الدليل الثالث : إستدلاله بقاعدة :"ما حرم لسد الذرائع فإنه يباح للحاجة".
والحاجة هنا منتفية، فنحن لم ننكر عليكم عندما قيل أن الاختلاط في الجامعات واقع وضرورة، لكن قمتم بإنشاء مؤسسات تابعة لكم مختلطة وعارض قولكم فعلكم، فبدل الاعتراف أسرفتم في التبرير، وفتحتم باب الفتنة بسماحكم للاختلاط من غير أي ضرورة، فالمشكلة اليوم أنه لا حاجة لذلك الاختلاط والمؤسسة لكم ملككم وتملكون كل الحق لمنع الاختلاط.
ثم أليست الحاجة تباح بقدرها؟. فلم لا يكون هناك فاصل بينكم؟. أو كما ذكرتم النساء خلف الرجال!. أو ليكن حائل أو ستار، بل أي الحاجة في تصدر نساء المؤسسة مجالس الرجال؟. ثم أي حاجة في نشر صور النساء؟.
فالمتأمل يعلم أنه لا حاجة في هذا الاختلاط داخل المؤسسة مع إمكانية الفصل، والحديث عن ضوابط هذيان، وعصام نفسه يقر بهذا قائلا :"وقد ذكر ابن حزم في أحد رسائله ملحظا لطيفا في هذا الباب :-ما من رجل يتكلم بحضرة النساء إلا وهو يغير من صفة كلامه حتى ترضى عنه النساء وتعجبن به وما من امرأة تتكلم في حضرة الرجال إلا فعلت الشيء نفسه- . وهذا شيء فطر عليه الرجال وفطرت عليه النساء فإذا تحدث رجل بين الرجال لم يكن كلامه كحديثه بين النساء والمرأة بين النساء لا يكون حديثها كالذي يكون إذا كانت أمام الرجال . فهذه من أمور القلوب التي يستسهلها بعض الناس".انتهى.راجع كلامه في محاضرة إنما الأمم الأخلاق ابتداء من الدقيقة 29 (هنا).
فإذا كان مجرد تواجدهما يفعل كل هذا فكيف بتصدرها للمجالس والاقتراب من الرجال..؟!.
والعجيب أنكم حرمتم المرأة من نشر صورها على حسابها فقلتم:"لا نرى للمرأة أن تنشر صورها على الشبكة، ولو بحجابها الساتر السابغ .. وهذا هو الموافق لأصل الشريعة، في أن المرأة تستتر وتتحجب وتقر في بيتها ما أمكن، وأن الرجل بعكس ذلك".(http://bit.ly/2VIBgxl).
فإذ بنا نرى صور كثير من النساء على صفحة مودة ويقين!!. بل المرأة هي أستاذة الرجال يتأملون في وجهها!!. فمن أشد فتنة الصورة أم الأصل؟!.
فنحن لا نتتبع كلام السيد عصام لإظهار تعارضه، لكن نقول للسيد عصام أن يراجع نفسه ولا تأخذك بعض الحيثيات إلى التراجع أو التبرير فحتما ستقع في مزيد من التعارض، وقد سخر الله لكم إمكانيات لفصل الرجال عن النساء فهلا حمدتم الله عليها وأظهرتم هذه النعمة؟.
ونقول لمن يتعصب للرجال : فإذا كنت من طلاب الدليل فقد ذكرناه ولدينا مزيد، وإن كنت ممن يقارن بفلان أعلم من فلان، فقد ذكرنا من هو أعلم منا معا طرا جميعا، أما إن كنت ممن يتعبر الشهرة علما فليس لنا غير قول ابن الجوزي:"ويخرجون، فيقولون: قال العالم؛ فالعالم عند العوام من صعد المنبر".(القصاص والمذكرين.ص:318).
وليس الغرض الإقناع، وإنما البيان والبلاغ:{وقالوا لن نؤمن لك حتىٰ تفجر لنا من الأرض ينبوعا. أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا. أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا. أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقىٰ في السماء ولن نؤمن لرقيك حتىٰ تنزل علينا كتابا نقرؤه ۗ قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا}.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
#قاسم_اكحيلات