الطريقة القادرية

الحمد لله.

القادرية طريقة صوفية تنسب نفسها إلى (عبدالقادر الجيلاني) وقد نسبوا له أمورا خرافية وهو بريء من أغلبها، قال ابن كثير :«وانتفع به الناس انتفاعا كثيرا وكان له سمت حسن وصمت، عن غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيه زهد كثير وله أحوال صالحة ومكاشفات، ولأتباعه وأصحابه فيه مقالات ويذكرون عنه أقوالا وأفعالا ومكاشفات أكثرها مغالاة، وقد كان صالحا ورعا، وقد صنف كتاب الغنية وفتوح الغيب، وفيهما أشياء حسنة، وذكر فيهما أحاديث ضعيفة وموضوعة». [البداية والنهاية (16/ 419 ت التركي)].

فهذه الطائفة تحمل عقائد منحرفة وخاصة في الشيخ عبد القادر ومن ذلك :
-    أن عبد القدار الجيلاني كان يصوم في نهار رمضان وهو رضيع، فقد نقلوا عن أمه أنها قالت :«لما وضعت ولدي عبد القادر كان لا يرضع ثديه في نهار رمضان، ولقد غم على الناس هلال رمضان فأتوني وسألوني عنه فقلت لهم: إنه لم يلتقم اليوم له ثديا ثم اتضح أن ذلك اليوم كان من رمضان، واشتهر ببلدنا في ذلك الوقت أنه ولد للأشراف ولد لا يرضع في نهار رمضان».[الطبقات الكبرى للشعراني (1/108].
-    عقيدة الحلول، فهم على أن الله يحل في أوليائه، فمما ينسب إليه قوله :«ثم قال لي-أي الله-: يا غوث الأعظم ما ظهرت في شيء كظهوري في الإنسان».[سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار (ص 445)].
- ادعاؤهم أن عبد القادر الجيلاني يعلم  الغيب، فهم ينقلون أنه لما لما اشتهر أمره اجتمع مائة فقيه من أعيان فقهاء بغداد وأذكيائهم على أن يسأل كل واحد منهم مسألة واحدة في فن من العلوم غير مسألة صاحبه ليقطعوه بها،  فلما استقر بهم الجلوس أطرق الشيخ فظهرت من صدره بارقة من نور لا يراها إلا من شاء الله تعالى، ومرت على صدور المائة ولا تمر على أحد منهم إلا ويبهت ويضطرب ثم صاحوا صيحة واحدة ومزّقوا ثيابهم وكشفوا رؤوسهم وصعدوا إليه فوق الكرسي ووضعوا رؤوسهم على رجليه وضجّ أهل المجلس ضجة واحدة ظننت أن بغداد رجّت لها، فجعل الشيخ يضم إلى صدره واحدا بعد واحد، حتى أتى إلى آخرهم ثم قال لأحدهم أما أنت فمسألتك كذا وجوابها كذا، حتى ذكر لكل واحد منهم مسألته وجوابها، فلما انقضى المجلس أتيتهم وقلت لهم ما شأنكم قالوا إنا لما جلسنا فقدنا جميع ما نعرفه من العلم حتى كأنه لم يمر بنا قط، فلما ضمنا إلى صدره رجع إلى كل منا نزع من العلم، ولقد ذكر لنا مسائلنا التي بيتناها له وذكر عنها أجوبة لا نعرفها.[الطبقات الكبرى للشعراني (ت عبد الغني محمد علي الفاسي ط2 ص 138)].  ويقول أبو الحسن الأنصاري :«حضرت مجلس الشيخ عبد القادر رضي الله عنه في سنة تسع وعشرين وخمسمائة وكنت في أخيريات الناس ، وكان يتكلم في الزهد ، قلت في نفسي: أريد أن يتكلم في المعرفة فقطع كلامه من الزهد وتكلم في المعرفة كلاما ما سمعت مثله ، فقلت في نفسي: أريد أن يتكلم في علم الغيبة والحضور فقطع كلامه من المعرفة وتكلم في الغيبة والحضور كلاما ما سمعت مثله..». [].بهجة الأسرار للشنطوفي ( ط دار الكتب العلمية ص 181)].
-    ومن غلوهم فيه قولهم :«كان رجل يصرخ في قبره، ويصيح حتى آذى الناس فأخبروه به فقال: إنه رآني مرة، ولا بد أن الله تعالى يرحمه لأجل ذلك فمن ذلك الوقت ما سمع له أحد صراخا».[الطبقات الكبرى للشعراني (1/108].
-    ومن الغلو في شيخهم قولهم أنه :«توضأ رضي الله عنه يوما فبال عليه عصفور فرفع رأسه إليه، وهو طائر فوقع ميتا فغسل الثوب ثم باعه، وتصدق بثمنه، وقال هذا بهذا».[الطبقات الكبرة للشعراني (1/108].
-    ومن الغلو ما حكاه علي الخباز سمعت الشيخ أبا القاسم عمر يقول سمعت سيدي الشيخ عبد القادر رضي اللّه عنه يقول:«من استغاث بي في كربة كشفت عنه و من نادى باسمي في شدة فرجت عنه و من توسل إلى اللّه بي في حاجة قضيت حاجته و من صلى ركعتين يقرأ في لك ركعة بعد الفاتحة سورة الإخلاص إحدى عشرة مرة و يصلي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد السلام من التشهد إحدى عشرة مرة يسلم علي و يذكرني باسمي و يذكر حاجته فإنها تقضى إن شاء اللّه تعالى و في رواية و يخطو إلى جهة الشرق نحو قبري أحد عشر خطوة أو قال سبع خطوات و يذكرني و يذكر حاجته فإنها تقضى».[سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار (ص 237)].
-    ومن الحكايات المقززة المروية عنه أنه رأى في المنام كأنه في حجر عائشة أم المؤمنين رضي اللّه عنها و أنا أرضع ثديها الأيمن ثم أخرجت ثديها الأيسر فرضعته فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: «يا عائشة هذا ولدنا حقّا».[سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار (ص 270)].

وهناك أوراد ووظائف ينقلونها عن الشيخ وعن خلفائه تسمى بأذكار القادرية وأورادها. وسنده في التصوف والخرقة إلى الحسن البصري حسب ما يزعمون ، وأنه لبس الخرقة من الحسن رضي الله عنه مع أن لقاء الحسن البصري لم يثبت في القول الصحيح فهؤلاء هم القادرية وعقائدهم. [دراسات في التصوف (ص276)].

وللدخول معهم لهم طقوس ما أنزل الله بها من سلطان، وأولها البيعة، فيضع الشيخ يده بيد المريد ويقرأ الآية الكريمة: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:10]. ثم يعطيك الشيخ ورقة مكتوب عليها بعض الوِرْدَ المطلوب يوميا، ويزيد على هذه الورقة ذكرا آخر، وهو أن يذكر المُريد اسم (الله) مفردا بحسب الوقت الذي يحدده الشيخ، وذلك تدرجا على حد زعمه مع المريد بما يناسب حاله، ويضع أمامه عند الذكر لوحة سوداء مكتوب عليها بخط أبيض لفظ الجلالة (الله)، ويعده الشيخ إن عمل بهذه الطريقة أن يصل إلى الغاية المنشودة ,وهي رؤية الله سبحانه وعندها ترى ما لا يراه الناظرون.    
وفمن عمدة الوصول عندهم: الذكر- السهر- الصوم- العزلة. ولا بد من مشاركتهم الحضرة،  يبدؤون فيها بذكر لفظ الجلالة (الله) وهم وقوف، والشيخ في وسط الحلقة يصول ويجول  وعلى الجميع أن يغمضوا أعينهم لترى بصائرهم على حد زعمهم، ثم يتدرجون بالذكر إلى قولهم (آه) بدل لفظ الجلالة (الله) بادعائهم أنه من أسماء الله الحسنى، ثم يحمى الوطيس ,ويشتد الأمر فيعلوا الصوت ويضرب الشيخ كفاً بكف ويلهث القوم.. ويمكن مراجعة باقي طقوسهم في كتاب [ ذكرياتي مع الطريقة القادرية لنزيه بن علي آل عرميطي].

فعبد هذا يظهرك لك أن هذه العقائد والأفعال ليس من الدين في شيء وهي افتراء على الله جل شأنه وتلاعب على عقول المسلمين.