المداخلة.

 الحمد لله.

في سنة 1990م استعانت السعودية بدول كافرة من أجل صد غزو العراق للكويت، وهنا نشأ خلاف فقهي بين العلماء، بين من يجوز هذه الاستعانة، وبين من يحرمها. وكان الشيخ محمد أمان الجامي ممن يرون جواز الاستعانة.

الشيخ محمد أمان الجامي من أصول إثيوبية، انتقل إلى السعودية وحصل فيها على الجنسية، أخرج الخلاف الفقهي الذي نشأ عن سياقه وجعله الفيصل في تجديد الصديق من العدو، بل من الذي على المنهج وبين الضال المبتدع!. فصار محمد أمان الجامي وأتباعه يبدعون من خالفهم وخالف الدولة وأرى رأيا غير ذلك، بل صاروا يحرضون وينصبون المكائد لغيرهم. لكن هذه الفترة كانت مرحلة فكر فقط.
- بدأت المدخلية تظهر بشكل كبير ووضعت لها مناهج وأسس تسير عليها، فإن وافقتها فأنت على المنهج، وإن خالفتها فأنت ضال مضل. وهذه المرحلة كانت علي يد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، الذي كان صديقا لمحمد أمان الجامي، وألف كتابا يجوز فيه الاستعانة بالمشركين سماه (صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين). وبهذا لقي الشيخ ترحيبا كبيرا داخل السعودية.
- الشيخ ربيع المدخلي كان قبل ذلك مع جماعة الإخوان لثلاثة عشر عاما! قبل أن ينشق عنها ويخصص كل وقته وجهده للتحذير منها ومن غيرها من الجماعات.
- يقدس المداخلة شيخهم ربيع إلى حد كبير، فمن زكاه ربيع فهو المقبول ومن ذمه فهو المذموم. يقول محمد بن عبد الوهاب البنا:"إن الإنسان يحكم عليه بأنه سلفي أو غير سلفي بربيع المدخلي".(مجموع كتب ربيع.333/10). بل من سافر إلى مكة ولم يزر ربيعا فهو مغموص!.(https://bit.ly/3hzhYpO).
- الكيل بمكيالين، فتراهم يبدعون من لم يوافقهم من المعاصرين, ويفضلون السكوت عن المتقدمين كابن حجر والنووي والقرطبي.. وكان هذا سبب انفصال محمود الحداد عنهم فأنشأ فرقة جديدة تعرف بالحدادية، لا يفرقون بين المعاصر والمتقدم، فكل من أخطأ مبتدع كالبيهقي والنووي وابن حجر.. بل أمروا بحرق كتبهم. يقول محمود الحداد:"والقاعدة في التبديع واحدة، وخطر المبتعدين كلهم واحد .. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إنما هلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".(القول الجلي في الرد على فرية المدخلي.ص:12). وهذا الرجل حقيقة أصدق من ربيع في دعوته، فما الذي جعل ربيعا يستثني المتقدمين من العلماء؟.
- أصيب المداخلة بسهامهم، فبعد ما جعلوا من الطعن عقيدة لهم، صاروا يطعنون في بعضهم فتفرقوا شيعا كثيرة، فنشأت الحدادية والصعافقة(https://bit.ly/2ZEszbS) والفراكسة.. وانشق عنهم عبد اللطيف باشميل الذي انتقد الألباني واتهمه بالإرجاء في كتابه(الفتح الرباني في الرد على أخطاء دعوة الألباني). فلم يستسغ ربيع هذا فرد عليه في كتاب(إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل).
-الغلو في التزكية، والظن بأنها تعصم، فيتبجحون بثناء العلماء على الشيخ ربيع مع ان ربيعا نفسه زكى بعض الشيوخ ثم صار يذمهم!. كفالح الحربي الذي ألف كتابا يدافع عن ربيع(صد العداون الشنيع عن فضيلة الشيخ ربيع). فكان ربيع يثني عليه ثناء عظيما، بل ذكر أنه لا يطعن في فالح إلا مبتدع!. ثم تغير الحال وصار ربيع يسب فالح الحربي وكتب رسائل كثيرة يسبه فيها.كرسالة (أصول فالح الحربي الخطيرة ومآلاتها).. ثم رد عليه فالح وهكذا لا تنتهي الدوامة.. وكذا موسى الدويش وسالم الطويل وابو الحسن المآربي وفواز الأثري وعلي الحلبي. وكان يثني على الشيخ المغراوي وهو كذلك، لكن تغير كل شيء فطعن ربيع في المغراوي ورد عليه الشيخ المغراوي في رسالة (أهل الإفك والبهتان).
- يستدلون بثناء الألباني على ربيع، لكن الألباني أثنى أيضا على سيد قطب والمودودي! قال الألباني:"في الوقت الذي علموا فيه - بفضل جهود وكتابات بعض الكتاب الإسلاميين مثل السيد قطب رحمه الله تعالى والعلامة المودودي حفظه الله وغيرهما أن حق التشريع إنما هو لله تعالى وحده لا يشاركه فيه أحد من البشر أو الهيئات وهو ما عبروا عنه بالحاكمية لله تعالى".(الحديث حجة بنفسه.ص:91).
-لا بفرقون بين المتبدع ومن موقع في البدعة، وفرق كبير بينهما، قال العثيمين:"قد يكون العمل بدعة وفاعله ليس بمبتدع لأنه لا يعلم، أو لتأويل أو ما شابه ذلك".(شرح رياض الصالحين.ص:258).
- رد كلام من وقع في البدعة مطلقا، وهذا ليس صوابا بل الحق يقبل من أي محق، قال :ابن تيمية :"والله قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني - فضلا عن الرافضي - قولا فيه حق أن نتركه أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق.".(منهاج السنة.342/2). وراجع كلام الكلام هنا: (http://bit.ly/2MV64IB).
- يوافقون المرجئة في كثير من الصفات، أشهرها ترك إنكار المنكر بحجة دفن الفتنة! وهذا خطأ، بل يرجع إلى المصلحة والمفسدة، قال ابن تيمية:"وآخرون من المرجئة وأهل الفجور قد يرون ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ظنا أن ذلك من باب ترك الفتنة، وهؤلاء يقابلون لأولئك".(المستدرك على الفتاوى.207/3). وقد سبق التفصيل هنا (https://bit.ly/3hFJZuN).
- عندهم لو زنا الحاكم على الملأ لم يحل الإنكار عليه!.(https://bit.ly/3bX88vU). وهذا إحقاق للمنكر بالسكوت عنه، قال ابن حزم :"ونسألهم عمن غصب سلطانه الجائر الفاجر زوجته وابنته وابنه ليفسق بهم، أو ليفسق به بنفسه أهو في سعة من إسلام نفسه وامرأته وولده وابنته للفاحشة؟. أم فرض عليه أن يدفع من أراد ذلك منهم؟.
فإن قالوا فرض عليه إسلام نفسه وأهله أتوا بعظيمة لا يقولها مسلم.
وإن قالوا بل فرض عليه أن يمتنع من ذلك ويقاتل رجعوا إلى الحق ولزم ذلك كل مسلم في كل مسلم وفي المال كذلك".(الملل والنحل.135/4).
- يتناقضون في طاعة الحاكم، فهم يطيعون حكامهم ويأمرون بالخروج على حكام البلدان الأخرى، كما فعلوا في ليبيا.
- يطعيون الحكام طاعة عمياء بدون قيد أو ضابط، ولا يأخذون بوصية النبي صلى الله عليه وسلم:"سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض ".(صحيح رواه أحمد.5702).
- تبديع من لم يبدع المبتدع، وهذا خطأ، فالناس قد تختلف في الحكم على شخص معين، كما اختلفا في الحجاج مثلا، وقد حذر من هذا الألباني نفسه (سلسلة الهدى والنور).778).
- من أقوى الردود على الشيخ ربيع (تصنيف الناس بين الظن واليقين) لبكر أبو زيد. وله رسالة إلى الشيخ ربيع، فقد طلب منه ربيع المدخلي أن يقدم لكتاب له فكان الرد غير متوقع، فبين الشيخ بكر أخطاء ربيع وعدم انصافه. (https://bit.ly/35EKenU). فحينما لم يوافق الشيخ بكر أبو زيد على كلامه نصب المداخلة له العداء.
- ينشط المداخلة في المغرب وقد كان لهم تجمع في مكناس، ولهم دور للقرآن في خنيفرة وأكادير وينشطون أيضا في مراكش وفاس.. وليس لهم قدوة في المغرب، بل كل شيوخهم في المشرق.
بالإضافة إلى كل هذا فهم لا يلقون السلام إلا على من وافقهم، ولهم لسان فاحش بالسب والشتم، وينصبون المكائد لمن خالفهم ولا علم لهم غير الحديث في أعراض الناس، ويفرقون بين الصديق وخليله، بل بين المرء وزوجه..