النقاب المتبرج
الحمد لله
لِشهوة النفس حظها من التدين، فقد يَترك المرء واجبا ويحافظ على سنة! لأنها توافق شهوة نفسه، فالنفس الشديدة تميل لاختيار الشديد، حتى إذا دخل عليها عارض لانت وغيرت موقفها لما يوافق شهوتها، وربما انتكست لأنها تدينت لغير الله.
فالتي تنقبت لزوج إذا تركها هتكت نقابها وتزينت عند أول يوم في المحكمة، فهي انتقبت لسبب ،فلما زال الدعي أزالت أثره. ولربما لبست نقابا يخالف عرف بلدها، لأنها رأت قدوة لها تلبسه، فتجدها تلبس نقاب اليمن في المغرب!.
وقد تكون فعلا مخلصة، لكن يشوبها شيء من الطبع، لذا تجدها انتقبت بثوب رقيق يظهر فتوتها وشبابها، وربطت حزاما وسط خصرها ليفرق بين أسفلها وأعلاها، ولو غلبت إيمانها هواها لما رضيت إلا بالثوب الذي لا يكشف عن حالها، «عن هشام بن عروة، أن المنذر بن الزبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبى بكر بكسوة من ثياب مروية وقوهية رقاق عتاق بعدما كف بصرها. قال: فلمستها بيدها ثم قالت: أف! ردوا عليه كسوته. قال: فشق ذلك عليه وقال: يا أمه إنه لا يشف. قالت: إنها إن لم تشف فإنها تصف». [الطبقات الكبير (10/ 240 ط الخانجي)].
ولربما كشفت يدها وكذا محاجرها -المنطلقة المحيطة بالعين- ليُعلم لون بشرتها.. ولو أخلصت لحرصت، «عن مجاهد قال: كانت المرأة من النساء الأولى تتخذ لكم درعها أزرارا تجعله في إصبعها تغطي به الخاتم». [مسند أبي يعلى (12/ 423 ت حسين أسد)].
والمعنى أنها كانت تخشى أن يبدو من جسدها شيء بسبب سعة كميها فكانت تزرر ذلك لئلا يبدو منه شيء فتدخل في قوله كاسية عارية. ويذكر أن امرأة من المعاصرات خاطت فتحة اليدين حتى لا تخرج يداها أبدا. [صالحات عرفتهن لشيخة بنت محمد القاسم.(ص 52)].
وقد تجرها نفسها لتوافق الحداثة، فهي أيضا تعرف الأناقة فتلبس الألوان الزاهية، وتتبع آخر صيحات الموضة كلبس المعطف والكعب العالي..!!.
وربما نفسها ألفت الرجال منذ المدرسة والجامعة.. فتختلط بهم وتبرز في مجالسهم مجالسة النديم للنديم، بذريعة الأخوة! وقد آخى النبي ﷺ بين المهاجرين والأنصار ولم يؤاخ بين رجل وامرأة! لعلمه أنه لا يمكن للرجل أن يكون أخا لأجنبية.
وقد لا يتيسر لها الخروج على الرجال فتنشر صورها بديلا، فتناهل عليها تعليقاتهم غزلا بألفاظ شرعية.
وبين ذلك أحوال وأشكال لا حصر لها، ولا يمكن ضبها إلا إذا قوي إيمانها، لأن اللباس عبادة، والعبادة لا تتم إلا بأمرين : الإخلاص والمتابعة، فهي تلبس لله لا للبروز.. فإذا حدثتك نفسك عند لبسك بشيء من ذلك عند خروجك لحاجة، فاجلسي حتى تصححي نيتك، وإلا كنت متبرجة أيضا، قال الذهبي : «ومن الأفعال التي تلعن المرأة عليها إظهار زينتها كذهب أو لؤلؤ من تحت نقابها..».[الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 259)].
قد يتبرج النقاب..
أ.د قاسم اكحيلات.