حكم التصوير الفوتوغرافي
الحمد لله.
اختلف أهل العلم في حكم التصوير الفوتوغرافي :
القول الأول : الإباحة، وهذا قول محمد بخيت المطيعي وله في هذا رسالة سماها(الجواب الشافي في حكم التصوير الفوتغرافي). وقل بهذا سيد سابق (فقه السنة)، وابن عثيمين في (المجموع الثمنين) ووهبة الزحيلي (الفقه الإسلامي وأدلته)، والعلامة المغربي فريد الأنصاري، والعلامة الدوو. واستدلوا :
- الأصل في الأشياء الإباحة ولا دليل على الحرمة وكل ما ورد في ألفاظ الاحاديث (الصور، المصورن..) لا علاقة له بهذا، وهذا كتفسير قول ربنا:"وجاءت سيارة" بالسيارات المعروفة اليوم وهذا قبيح.وكقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أشد الناس عذابا يوم القيامة، رجل قتله نبي، أو قتل نبيا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين".(حسن رواه احمد). ففسرها بمن يمثلون الأفلام ونحوها اليوم.ورد عليهم بان النصوص في التحريم وردت عامة فلا وجه لاستثناء هذ النوع.
- العلة منتفية في هذا النوع، وهي مضاهاة خلق الله. ورد عليهم أن العلة ليست فقط مضاهاة خلق الله، ولو سلمنا فالعلة حاصلة في التصوير الدقيق للأشخاص.
- القياس على المرآة ولا فرق بينهما، فالمرآة عكس صورة وكذا آلة التصوير. ورد عليهم بان الفارق حاصل، فصورة المرآة غير ثابتة وكذا لا دخل للإنسان في انعكاسها.
ورد عليهم بأن العبرة ليست بالثبوت ولو قلت بهذا للزم منه جواز (الروبوتات). ثم المرآة الذي صنعها إنسان فله دخل فيها.
- له فوائد عديدة في تقريب الأحكام والعلوم المختلفة.ورد بان وجود منفعة ما لا يقتضي الإباحة ففي الخمر منفعة.
القول الثاني : الحرمة، وهو اختيار حمود التويجري وله في هذا رسالة سماها (إعلان النكير على المفتونين بالتصوير). وابن باز (مجموع الفتاوى) والفوزان في (نقد كتاب الحلال والحرام)، والألباني في (آداب الزفاف)، وعبد الكريم الخضير (شرح عمدة الاحكام). واستدلوا :
- ان العلة غير منتفية وهي تعيظمها ومضاهاتها لخلق الله جل شانه .ورد عليهم بان هذا ليس تصويرا ولا مضاهاة فيه، فأنت لا تقول هذه الصورة تشبهني بل تقول هي انا.
- المصور قد حاول مضاهاة الله باخذه صورة محايكا خلقة الله، ورد عليهم بان المصور لا يحاكي خلق الله، بل هو ناقل لخلق الله.
-أن الأحاديث الآمرة باتقاء الشبهات شاملة للتصوير الفوتوغرافي، حيث إنه لا يخرج عن دائرة المتشبهات التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باجتنابها والاحتياط بالامتناع منه، ومن الأحاديث الآمرة باتقاء الشبهات. ورد بان هذا ليس بشبهة بل حكمه واضح جلي.
وبعض من حرمها اجازها للحاجة وانتصر لهذا خالد بن عبدالمنعم الرفاعي.
قلت : والراجح الجواز، لعدم ورود نص في هذا، والتصوير الشمسي هو عكس ظل كما المرآة. وعجبت ممن خرج على (فديو) يقول ان التصوير حرام، وهذا تناقض قبيح.
