سماع الأموات للأحياء



الحمد لله
هذا محل خلاف بين العلماء، والراجح أن الأصل في الميت لا يسمع الحي، إلا في مواضع، قال ربنا:{ وما أنت بمسمع من في القبور }. وقال:{إنك لا تُسمع الموتى}.

ومن الأحوال التي ودر فيها سماعهم :

يوم بدر، فعن ابن عمر قال:"اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب، فقال: «وجدتم ما وعد ربكم حقا؟. فقيل له: تدعو أمواتا؟ فقال: ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون.(البخاري.1370.مسلم.2873).

لذا قالت أمنا عائشة:"إنما قال: إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق، ثم قرأت {إنك لا تسمع الموتى}، {وما أنت بمسمع من في القبور}، يقول حين تبوءوا مقاعدهم من النار".(البخاري.3978)

.ومن هذه المواطن بعد الدفن مباشرة، قال صلى الله عليه وسلم:" العبد إذا وضع في قبره، وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم".(البخاري.1338.مسلم.2870). ونحو هذا ورد عن عمرو بن العاص :" فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها، حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي".(مسلم.121).

وأيضا عند الزيارة، عن بريدة رضي الله عنه قال :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله للاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية".(مسلم.975).

فالأصل أن الميت لا يسمع خطاب الحي إلا ما ورد فيه النص، قال الشوكاني:" وظاهر نفي إسماع الموتى العموم، فلا يخص منه إلا ما ورد بدليل".(فتح القدير.174/4).

والله الموفق.