صحة زواج النبي ﷺ من سنا بنت الصلت.

السؤال :

قصة سنا بنت أسماء السلمية لما سمعت ان النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتزوجها سرت بذلك حتى ماتت فرحا قبل أن يدخل بها.هل هي صحيحة؟.

الجواب :

الحمد لله.

- أولا : اختلف في اسمها، فقيل أسماء، وقيل سناء، وقيل سنا وقيل وسنا..

- ثانيا : لم يثبت في خبرها مع النبي ﷺ حديث، فقد روى ابن سعد في (الطبقات الكبرى.118/8).:"أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: حدثني رجل من رهط عبد الله بن خازم السلمي أن رسول الله ﷺ تزوج سنا بنت الصلت بن حبيب السلمية فماتت قبل أن يصل إليها".

هشام الكلبي متهم بالكذب، والرجل الذي حدث عنه مجهول.

وروى الحاكم (6811):" أخبرنا أبو النضر الفقيه، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو عبيدة، قال: وزعم حفص بن النضر السلمي، وعبد القاهر بن السري السلمي :"أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية فماتت قبل أن يدخل بها".

وهذا خبر مرسل لا يصح.

وروى أبو نعيم (معرفة الصحابة.7467) مرسلا عن قتادة من طريق زهير بن العلاء قال أبو حاتم:"أحاديثه موضوعة".(لسان الميزان.528/3).

- ثالثا : اختلف أهل السير في سبب عدم دخول النبي ﷺ، فقيل لأنها ماتت كما مر، وقيل أنه طلقها كما ذكر ابن إسحاق . قال ابن عبد البر:" وفي سبب فراقها اختلاف أيضا، ولا يثبت فيها شيء من جهة الإسناد".(الاستيعاب.1784/4)

- رابعا : على فرض أن النبي ﷺ كان سيتزوجها، فلا دليل على أنها ماتت من الفرح، غاية ما ورد أن ذلك وافق موتها، وما يروى لا يصح، قال ابن حجر:"حكى الرشاطي عن بعضهم أن سبب موتها أنه لما بلغها بأن النبي ﷺ تزوجها سرت بذلك حتى ماتت من الفرح".(191/8). وهذا خبر لا أصل له.

الحاصل : لم يصح أن النبي ﷺ تزوجها، ولا أنها ماتت فرحها بعد سماعها بذلك.