كراهة مالك صوم الست من شوال

السؤال :

لماذا كره مالك صوم الست من شوال؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

ورد عن الإمام مالك رحمه الله قوله :«إنه لم ير أحدا من أهل العلم والفقه يصومها. ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف. وإن أهل العلم يكرهون ذلك. ويخافون بدعته. وأن يلحق برمضان ما ليس منه، أهل الجهالة والجفاء. لو رأوا في ذلك رخصة عند أهل العلم. ورأوهم يعملون ذلك». [موطأ مالك - رواية يحيى (1/ 311 ت عبد الباقي)]. وقد أجب المالكية أنفسه عن قول مالك رحمه الله بما لا يدع مجالا للقول بهذا القول :

-أن الحديث لم يبلغه، قال القاضي عياض :«وقال بعضهم: لعل الحديث لم يبلغه أم لم يثبت عنده». [إكمال المعلم بفوائد مسلم (4/ 139)].  وهذا رد ضعيف، فلا يخفى مثل هذا عليه رحمه الله. [الاستذكار (3/ 380)].

- فقد بين رحمه الله سبب ذلك القول، فقال رحمه الله :«وإن أهل العلم يكرهون ذلك. ويخافون بدعته. وأن يلحق برمضان ما ليس منه، أهل الجهالة والجفاء». [موطأ مالك - رواية يحيى (1/ 311 ت عبد الباقي)]. وفقوله إنما كان خشية خلط الناس بين رضمان وست من شوال، قال بن عبد البر المالكي :«الذي كرهه له مالك أمر قد بينه وأوضحه وذلك خشية أن يضاف إلى فرض رمضان وأن يستبين ذلك إلى العامة وكان - رحمه الله - متحفظا كثير الاحتياط للدين». [الاستذكار (3/ 380)]. 

- أنها هو نفسه كان يصومه، قال القرطبي:«روى مطرف عن مالك: أنه كان ‌يصومها ‌في ‌خاصة ‌نفسه. قال مطرف: وإنما كره صيامها لئلا يلحق أهل الجهالة ذلك برمضان، فأما من رغب في ذلك لما جاء فيه فلم ينهه». [المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (3/ 238)]. قال الحطاب :«فكره مالك - رحمه الله - ذلك مخافة أن يلحق برمضان ما ليس منه أهل الجهالة ‌والجفاء، وأما الرجل في خاصة نفسه فلا يكره له صيامها». [مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (2/ 414)].

وكل هذه الأوجه اليوم ممتنعة، فالحديث صحيح، والحوف من خطله برمضان منتفية لعلم الناس بذلك.

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.