حديث لعن المتبرجة ضعيف

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي قاسم بارك الله فيك وفي علمك 
هل حديث لعن المتبرجات إسناده صحيح أريد توضيح منك

الجواب :

-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حديث لعن المتبرجة لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان ذلك من ثلاثة أوجه :

- الأول: الحديث رواه أحمد«7083». [مسند أحمد (11/ 654 ط الرسالة)]. وابن حبان «4911». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (6/ 79)]. والطبراني «156». [المعجم الكبير للطبراني (13/ 63)]. من طريق عبد الله بن عياش عن أبيه يقول: سمعت عيسى بن هلال الصدفي، وأبا عبد الرحمن الحبلي كلاهما عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج، كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المسجد ، نساؤهم كاسيات عاريات، على رءوسهم كأسنمة البخت العجاف، العنوهن، ‌فإنهن ‌ملعونات".

وهذا إسناد ضعيف ومداره على عبد الله بن عياش، قال الطبراني:«لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن عياش». [المعجم الأوسط للطبراني (9/ 131)].
قال أبو حاتم:«ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة». [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 126)]. وقال ابن يونس:«منكر الحديث». [تاريخ ابن يونس المصرى (1/ 279)]. وضعفه أبو داود والنسائي. [تهذيب الكمال في أسماء الرجال (15/ 411)].

والحديث رواه الحاكم وقال بعده :«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». [المستدرك على الصحيحين للحاكم - ط العلمية (4/ 483)]. وتعقبه الذهبي بما ذكرناه.
وقد أخطأ الحاكم رحمه الله في قوله لأن :
1- عبد الله إنما روى له مسلم متابعة لا في الأصول، روى له حديثا واحدا.
2- والده عياش روى له مسلم فقط، ولم يرو له البخاري.
3- عيسى بن هلال الصدفي لم يخرجا له حديثا!. وإنما روى له البخاري في الأدب المفرد.

-الثاني : يغني ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:«صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رءوسهن ‌كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا». [صحيح مسلم (6/ 168 ط التركية)]. والأحاديث في بشاعة التبرج كثيرة. ولا تشهد لتك اللفظة.


الثالث : على فرض صحته فلا يجوز لعن المعين، وإنما هذا يكون في اللعن العام دون التعيين، فلا يحل لعن متبرجة بعينها، عن ‌سالم، عن ‌أبيه «أنه: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول: ‌اللهم ‌العن ‌فلانا وفلانا وفلانا. بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء} إلى قوله: {فإنهم ظالمون}.». [صحيح البخاري (5/ 99 ط السلطانية)]. والفرق هو أن يقول المسلم (اللهم المتبرجة) ولا تقول لها (لعنك الله) وهذا هو الفرق بين العموم والتعيين.

والحديث عموما ضعيف لا تقوم به حجة، وصححه أحمد شاكر«7083». [مسند أحمد (6/ 490 ت أحمد شاكر)] وحسنه الألباني «2683». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (6/ 411)]. وضعفه محققو المسند«7083». [مسند أحمد (11/ 654 ط الرسالة)]. وشعيب الأرنؤوط«5753 -». [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (13/ 64)].ومصطفى العدوي..وقد علمت ما فيه.