من شروط اللباس أن لا يكون زينة في نفسه

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد ان اسأل جزاكم الله خيرا لقد حدث نقاش هذه الايام حول شروط الحجاب الشرعي على الفايس البوك بعد ما نشرت احدى الاخوات هذه الصور لغرض الافادة.. فهل هذا الكلام صادر منكم؟ لان البعض يقول ان هذا غير صحيح..
و اريد ان توضح لي جزاك الله خيرا شروط الحجاب الشرعي و الصور الصحيحة التي يجب ان يكون عليها.. و ما هي الالوان التي لا يجوز لبسها حسب عرف المغرب..

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نهى الله المسلمة عن إظهار زينتها، ﴿وَلَا ‌يُبۡدِينَ ‌زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾ [النور: 31]. بل مجرد الإحياء بما يفيد ذلك محرم، ﴿وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ ‌لِيُعۡلَمَ ‌مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ﴾ [النور: 31]. فإن كان مجرد العلم بها منهي عنه فكيف بإظهارها؟.

فالله أمرها بالثياب من أجل إخفاء الزينة، لكن هي اليوم تتحايل على شرع الله بجعل تلك الثياب التي من المفروض أن تغطي الزينة، جعلتها هي زينة؟.فيكون لبس المرأة الثوب المزين خلاف الآية قطعا، كفعل ذلك الابن العاق الذي سمع قول ربنا:{فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما} فقال أنا لا أقول لهم ذلك ولكن أضربهما فقط!.

وهذا مما جعله العلماء من الكبائر لأنه في الحقيقة تبرج حتى لو كانت منتقبة، قال الذهبي:"ومن الأفعال التي تلعن المرأة عليها إظهار زينتها كذهب أو لؤلؤ من ‌تحت ‌نقابها، وتطيبها بطيب كمسك إذا خرجت. وكذا لبسها عند خروجها كل ما يؤدي إلى التبهرج كمصوغ براق وإزار حرير وتوسعة كم وتطويله، فكل ذلك من التبهرج الذي يمقت الله عليه فاعله في الدنيا والآخرة، ولهذه القبائح الغالبة عليهن قال عنهن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء". [الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 259)].

هن اليوم يجعلن لها طبقات وأشكال وألوانا زاهية.. فتلك الطبقات ما هو الفرض منها؟. هل الستر؟ قطعا لا، لأنه لا دور لها في البستر. إذن الغرض هو الزينة، فتكون المسلمة في هذه الحالة محتالة على شرع الله.
فالمسلمة تحرص على الستر لا على الأناقة والموضة، لذلك نص الفقهاء على هذا لما علم من تحايل كثيرات منهن عند الخروج إلى صلاة العيد، قال ابن قدامة:«وإنما يستحب لهن الخروج غير متطيبات ولا يلبسن ثوب شهرة ولا زينة، ويخرجن في ‌ثياب ‌البذلة». [المغني لابن قدامة (3/ 265 ت التركي)]. وقال النووي:«وإذا خرجن استحب ‌خروجهن ‌في ‌ثياب ‌بذلة». [المجموع شرح المهذب (5/ 9)].
ونحن لا نقول أن تلبس الثياب القديمة ولا بالذلة حتى، ولكن تلبس الثياب المعقولة التي لا تكون زينة في نفسها، تلبس لتخفي زينتها لا أن تلبس الألوان المزركشة والمثيرة، قال الشيخ المغربي فريد الأنصاري:"فلا يكون اللباس زينة في نفسه بالوانه وزخرفته..".(سيماء المرأة في الإسلام.ص:108). .

فالمسلمة تأثرت اليوم بالموضة والأناقة والسوق، وصارت تزاحم عارضات الأزياء حتى صار للنقاب عارضات يعرض أجسادهن بحكرات مقززة، حتى سمعنا من إحداهن أنها تبيع لهن النقاب المتبرج تحبيبا في الالتزام!.

ليس الغرض من حجاب الموضة تحبيبه للمسلمات، إنما هو قانون السوق الذي يقوم على الاستهلاك اللامتناهي، كلما تقادم تصميم أخرجوا غيره.
{بل مكر الليل والنهار} يعملون بالليل والنهار لإسعادك..صدَّقتِ!.