حكم اتخاذ الهلال والنجمة شعارا للمسلمين

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لو تكرمتم أود الاستفسار عن أمر لا وهو ما يسمى برمز الإسلام كمثال المسيحيون يعتبرون الصليب رمزا لديانتهم فهل الهلال والنجمة الخماسية أو السداسية تعتبر رمزا للإسلام وكان الصحابية يعتمدونها أم أنها بدعة!؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لم يكن هذا شعارا للنبي ﷺ ولا خلفائه الراشدين، ولا في عصر الأمويين، ولا العباسيين، وإنما عرف بعد ذلك.

وقد وردت أحاديث فيها ذكر للهلال كشعار لكن لم يصح ذلك، كما أنه لا يعتبر بدعة لأنه ليس أمرا متعلقا بالدين، وإنما هو شعار لا غير، كما أتخذ المسلمون منارات المساجد ولم تعرف زمن النبي صلى الله عليه وسلم.  قال عبد الحي الكتاني:«ترجم في الإصابة لسعد بن مالك الأزدي فنقل عن ابن يونس: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وعقد له راية على قومه سوداء، وفيها هلال أبيض. وشهد فتح مصر وله بها عقب. فيؤخذ من هذا أصل رسم صورة الهلال في الراية الإسلامية، وبذلك تعلم ما وقع لصاحب وفيات الأسلاف فإنه قال في ص 380: إن وضع رسم صورة الهلال على رؤوس منارات المساجد بدعة، وإنما يتداول ملوك الدولة العثمانية رسم الهلال علامة رسمية أخذا من القياصرة.
وأصله أن فيلبس المقدوني والد الإسكند الأكبر لما هجم بعسكره على بزنطية وهي القسطنطية في بعض الليالي دافعه أهلها وغلبوا عليه، وطردوه عن البلد، وصادف ذلك وقت السحر.
فتفاءلوا به ‌واتخذوا ‌رسم ‌الهلال في علمهم الرسمي تذكيرا للحادثة. وورث ذلك منهم القياصرة، ثم العثمانية لما غلبوا عليها، ثم حدث ذلك في بلاد قازان». [التراتيب الإدارية = نظام الحكومة النبوية (1/ 265)].

وهناك سبب آخر ذكره تيمور باشا:"وإنما حبب إلى مسلمي العصور الأخيرة وعظم لديهم؛ لكونه شارة للعلم في آخر دولة أدركوها من دولة الخلافة»". [الآثار النبوية (ص 100 - 102].
فاتخاذ الهلال والنجمة هلالا لا يعد بدعة دينية ما لم يظن أنها من الدين، وهذا كاتخاذ المحاريب والمنارات.