الشرب من الإناء بنفس واحد مباح
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .ما هو هدي الرسول صلى عليه وسلم في الشراب فقد قرأت حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يتنفس إذا شرب ثلاثاً رواه البخاري و مسلم ، وفي رواية أخرى: كان رسول الله يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول : ( إنه أروى وأبرأ وأمرأ ). فهل المقصود بثلاثاً أنه يشرب ٤ مرات ويتنفس بين كل شربة؟ أم أنه يشرب ثلاثاً ويتنفس بين كل منهما ويتنفس بعد الأخيرة؟ .وجزاكم الله خيراً. . وبارك فيكم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
الشرب من الإناء بنفس واحد مباح لا حرج فيه، فعن أبي المثنى، قال كنت :«عند مروان فجاء أبو سعيد فقال: قال رجل: يا رسول الله إني لا أروى من نفس واحد. قال: فأبن الإناء عن فيك ثم تنفس. قال: إني أرى القذاة. قال: أهرقه». [مسند الدارمي - ت حسين أسد (2/ 1348)].
فالرجل ذكر للنبي ﷺ أنه لا يشبع من نفس واحد، فهو كان يشرب بنفس واحد، وإنما أرشده إذا أراد التنفس أزال الإناء عن فمه وتنفس.
وإنما النهي عن الشرب بنفس واحد من أجل النفخ فيه، فمن كان لا ينفخ في الإناء فله الشرب بنفس واحد، قال النبي ﷺ:«إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء». [صحيح البخاري (7/ 112)].
وعن ميمون بن مهران، قال: رآني عمر بن عبد العزيز وأنا أشرب، فجعلت أقطع شرابي وأتنفس، فقال: «إنما هي أن تتنفس في الإناء، فإذا لم تتنفس في الإناء فاشربه إن شئت بنفس واحد». [مصنف ابن أبي شيبة (5/ 106 ت الحوت)]. قال ابن عبد البر :«قول عمر بن عبد العزيز في هذا، هو الفقه الصحيح في هذه المسألة، والنهي عن النفخ في الشراب المذكور في حديث مالك في هذا الباب هو عندي كالنهي عن التنفس في الإناء سواء، والله أعلم. ألا ترى إلى قوله في الحديث: "فأبن القدح عن فيك، ثم تنفس"، وإذا لم يجز التنفس في الإناء، لم يجز النفخ فيه، لأنه مثله، وقطعة منه». [التمهيد - ابن عبد البر (1/ 672 ت بشار)].
والقول بالجواز قول إمامنا مالك رحمه الله[البيان والتحصيل(267/17)]. وقول عطاء وميمون وعمر بن عبد العزيز وسعيد بن المسيب..
طبعا هذا لا ينافي استحباب الشرب ثلاثا بأنفاس متقطعة، عن أنس قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثا، ويقول: إنه أروى وأبرأ وأمرأ قال أنس: فأنا أتنفس في الشراب ثلاثا ». [صحيح مسلم (6/ 111)].
والمقصود أنه كان يقسم الماء إلى ثلاث، فيشربه على ثلاث دفعات.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.
