حديث : ارحموا عزيز قوم ذل.
السؤال :
ثلاثاً وحُق لهم ان يُرحموا عزيزاً ذل من بعد عزه، وغنياً افتقر بعد غناه، وعالماً ضاع بين جهال
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحديث مكذوب، رواه ابن حبان من طريق : «قتيبة قال حدثنا يوسف بن هاشم أبو الميمون قال حدثنا يزيد بن أبي الزرقاء الموصلي قال حدثنا عيسى بن طهمان عن أنس». [المجروحين لابن حبان ت زايد (2/ 118)]. قال ابن حبان : «عيسى بن طهمان الكوفي كنيته أبو ليث يروي أنس روى عنه بن المبارك وأهل العراق ينفرد بالمناكير عن أنس ويأتي عنه بما لا يشبه حديثه كأنه كان يدلس عن أبنان بن أبي عياش ويزيد الرقاشي عنه لا يجوز الاحتجاج». [المجروحين لابن حبان ت زايد (2/ 117)]. وقيل إنما الحمل فيه على يوسف بن هاشم.
ورواه ابن الجوزي من طريق «جعفر بن هارون عن سمعان بن المهدى عن أنس». [الموضوعات لابن الجوزي (1/ 236)]. سمعان بن المهدي مجهول، وقال الذهبي: «ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها، قبح الله من وضعها». [ميزان الاعتدال (2/ 234)]. وجعفر بن هارون قال فيه الذهبي: «أتى بخبر موضوع». [ميزان الاعتدال (1/ 420)].
ورواه الديلمي فيما ذكره ابن حجر : «1103 - قال: أخبرنا الحداد، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن عمر بن سلم، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد القاري الرازي، حدثنا أبي، حدثنا أبو الأزهر الخصيب بن عفان، حدثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بكت السماوات السبع ومن فيهن ومن عليهن، والأرضون السبع ومن فيهن ومن عليهن، لعزيز ذل، وغني افتقر، وعالم لعب به الجهال"». [زهر الفردوس (3/ 382)]. وهذا إسناد مظلم.
قال ابن الجوزي: «هذا حديث موضوع على رسول الله ﷺ . وإنما يعرف هذا من كلام الفضيل بن عياض».[الموضوعات لابن الجوزي (1/ 237)].
ولا شك أن رحمة هؤلاء مطلوبة فيمن كان منهم صالحا، فالذل بعد العزة والجهل بعد العلم أشق على صاحبه ممن كان فيه أصالة.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.