دعاء : اللهم بحق الأطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتع اسقنا الغيث

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا، هل يجوز أن ندعو بهذا الدعاء : (اللهم بحق الأطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتع اسقنا الغيث).

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

-    أولا : حديث «مهلا عن الله مهلا، لولا شباب خشع، وشيوخ ركع، وأطفال رضع، ‌وبهائم ‌رتع، لصب عليكم العذاب صبا». [مسند أبي يعلى (11/ 287 ت حسين أسد)]. ضعيف. والصحيح قوله ﷺ : «‌ولولا ‌البهائم لم يمطروا». [سنن ابن ماجه (2/ 1332 ت عبد الباقي)].

-    ثانيا : قول القائل (اللهم بحق الأطفال الرضع والشيوخ الركع..) لا يخلو قائله من قصدين :

القصد الأول : ان يسأل الله بذوات هذه المخلوقات فهو محرم.

القصد الثاني : يقصد معنى يعود إلى أفعال الله تعالى فلا حرج ، لأن حق هؤلاء أن يستجيب الله لهم، قال ابن تيمية عند الحديث الضعيف (‌أسألك ‌بحق ‌السائلين ‌عليك). «بتقدير ثبوته: هو من هذا الباب، فإن حق السائلين عليه سبحانه، أن يجيبهم، وحق المطيعين له أن يثيبهم، فالسؤال له، والطاعة سبب لحصول إجابته وإثابته، فهو من التوسل به، والتوجه به، والتسبب به، ولو قدر أنه قسم لكان قسما بما هو من صفاته؛ لأن إجابته وإثابته من أفعاله وأقواله.
فصار هذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك..)».[اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 323)].
وقال أيضا : «وإذا كان حق ‌السائلين ‌والعابدين ‌له ‌هو ‌الإجابة والإثابة؛ بذلك فذاك سؤال لله بأفعاله؛ كالاستعاذة بنحو ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم (أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك..) فالاستعاذة بمعافاته التي هي فعله كالسؤال بإثابته التي هي فعله». [مجموع الفتاوى (1/ 341)].

فالحكم يدور مع قصد الناس، والأولى تجنب مثل هذا، لأن العوام في الغالب لا تريد القصد الثاني، وإلا وجب بيانه لهم.

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.