حكم التعزية بقول (البركة فراسك) والرد (ما مشى معاك باس)

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله يا شيخ.
ما حكم التعزية بعبارة "البركة في راسك" والرد ب"ما مشى معك باس" ؟
وجزاكم الله خيرا.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لم يرد نص في التعزية، وإنما تركه الشرع لأعراف الناس ما لم يكن فيها ما يخالف، قال ابن قدامة «ولا نعلم في ‌التعزية ‌شيئا ‌محدودا». [المغني لابن قدامة ت التركي (3/ 485)].
لكن ورد عن النبي ﷺ  أنه عزى بألفاظ منها : «لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل ‌عنده ‌بأجل ‌مسمى». [صحيح البخاري - ط السلطانية (2/ 79)] . و«‌اللهم ‌اغفر ‌لأبي ‌سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه». [صحيح مسلم (2/ 634)]. وكذا «‌اللهم ‌اخلف ‌جعفرا ‌في ‌أهله، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه». [مسند أحمد (3/ 279 ط الرسالة)].

وقول المغاربة (البركة فراسك) (ما مشى معاك باس) ونحوه.. عبارات ترجع للمراد من كلامهم.
والظاهر من كلام المغاربة أن قولهم (البركة فراسك) يراد بها الدعاء له بالبركة، أو أنك صاحب بركة وكلاهما صحيح. عن «أسيد بن الحضير قال : ما هي ‌بأول ‌بركتكم يا آل أبي بكر». [صحيح البخاري (1/ 74 ط السلطانية)]. وقال أبو بكر لعائشة : «ما ‌علمت ‌إنك ‌لمباركة». [سنن ابن ماجه (1/ 187 ت عبد الباقي)].
وقولهم (ما مشى معا باس) يقصدون أن لا يصاحبك بأس ولا ضر في حياتك.
فلا بد من النظر لمقصود الناس وهذه قاعة في الكلام العامي الدراج.

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.