أمور البيت والاغتسال وإشعال المصابيح ليلا

السؤال :

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. يا شيخ بارك الله فيك ما قولك فيمن يحرم القيام بالأعمال المنزلية في الليل بالنسبة للمرأة كغسل الأواني ، أو الكنس أو نشر الغسيل ..؟ وكذلك هل يجب إطفاء الأنوار بعد العشاء ..؟ و هل يحرم أخذ حمام بعد العشاء قبل النوم ؟ هناك من يقول أن هاته الأعمال نهى عنها الرسول ﷺ هل هذا صحيح ؟..جزاكم الله كل خير

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

ليس صحيحا، ولم يثبت عن النبي ﷺ أنه نهى عن ذلك في حديث.

وإنما صح إطفاء المصابيح عند النوم، فعن ‌جابر أن رسول الله ﷺ قال: «‌أطفئوا ‌المصابيح ‌إذا ‌رقدتم، وغلقوا الأبواب، وأوكوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب. [صحيح البخاري (7/ 112 ط السلطانية)]. و عن ‌سالم، عن ‌أبيه عن النبي ﷺ قال: «لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون.». [صحيح البخاري (8/ 65 ط السلطانية)].

وهذا خوفا مما قد يقع بسببها، فعن ‌أبي موسى رضي الله عنه قال: «‌احترق ‌بيت ‌بالمدينة على أهله من الليل فحدث بشأنهم النبي ﷺ قال: إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم.». [صحيح البخاري (8/ 65 ط السلطانية)].

وهذا الأمر ظاهر متعلق بما يمكن أن يشعل النار وقد صرح النووي بذلك في القنديل مثلا لأنه يؤمن معه الضرر الذي لا يؤمن مثله في السراج. [فتح الباري لابن حجر (11/ 86)].

فهذه المصابيح العصرية الآن يؤمن منها الحريق في الغالب فهي ليست ما ورد في الحديث، قال الشيخ محمد الأمين : «والحاصل أن ‌إطفاء ‌السراج ‌أو ‌النار معلل بالأمن من الاحتراق ومن الإسراف وإضاعة المال ويؤخذ منه حكم إطفاء نور الكهرباء فإن لزم منه إضاعة المال منع منه وإن كان لحاجة فلا بأس». [الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (21/ 123)]. والمسلم يطفئنها عند النوم تجنبا للإسراف إلا لحاجة.

و الوارد في السنة كذلك، كف الأطفال بعد غروب الشمس إلى العشاء، لقول النبي ﷺ:«إذا جنح الليل - أو أمسيتم - فكفوا صبيانكم. فإن الشيطان ينتشر حينئذ. فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم». [صحيح مسلم (3/ 1595 ت عبد الباقي)]. وكذا قوله ﷺ :«لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء. فإن الشياطين تنبعث». [صحيح مسلم (3/ 1595 ت عبد الباقي)]. وفحمة العشاء ظلمتها وسوادها.

وفي رواية أخرى «"كفوا فواشيكم حتى تذهب ‌فزعة العشاء فإنها ساعة يحترق فيها الشيطان"». [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (4/ 92)]

وهذا يفيد أنه يكره ترك الأطفال والمواشي ونحوه ما بين المغرب والعشاء، لأنه وقت لانتشار الشياطين. فإنه يقال للظلمة التي بين صلاتى المغرب والعشاء الفحمة. [شرح النووي على مسلم (13/ 186)].

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.