المسلمة والفكر المادي للرزق
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما رأيكم فيمن تدافع عن خروج المرأة للدراسة وأخذ الشهادة بحجة أنه ربما يطلقها زوجها مستقبلا أو تترمل فتصبح عرضة للشارع.
تقول شهادتها في جيبها وقتما اضطرت إليها خرجت لسوق العمل. أنا رفضت هذه الفكرة لكنهن اعترضن بحجة أنني وأمثالي غير واقعيين.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
العلمانية نخرت فكر كثير من المسلمات، فجعلت المسلمة تفكر تفكيرا ماديا لدرجة صارت المسلمة تخاف من الرزق! فصارت تتساءل ماذا لو مات والدي؟ ماذا لو طلقت أو ترملت؟! متناسية بوجود رب اسمه الرزاق الكريم الرحيم.. المسلمة لا تفكر كما تكفر مريم، ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾ [مريم: 16]. لم تقل كيف سأرزق وأنا بعيدة عن مصادر الرزق؟. فكان رزقها ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (٢٥) ﴾ [مريم: 25]. مريم لا تقدر على تحريك نخلة، ولكن لما توكلت على ربها رزقها.
المسلمة لم تقرأ قول ربنا ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 37]. امرأة عمران لم تكن تعمل وكان رزقها يأتيها رغدا من عند ربها، ﴿هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 37]. ليس الأمر خاصا بها بل بكل متوكل على ربه.
وهل كل الحاصلات على الشواهد يجدن عملا؟. ماذا لو ضيعت عمرك في الاختلاط وأخذت شهادة ولم تجدي عملا؟ ماذا لو طلق زوجك وقد بلغت سنا لم تعودي صالحة للعمل ولن تقبل بك أي مؤسسة؟. ماذا لو حصلت على شهادة ومرضت مرضا لا يمكنك من العمل.. وهكذا نستمر على الافتراضات التي ينقصها الإيمان.
رزقك لا يتعلق بشهادة، بل بيقين، «عن بن عمر قال: جاء سائل إلى النبي ﷺ ، فإذا تمرة عائرة، فأعطاه إياها، وقال النبي ﷺ : خذها. لو لم تأتها لأتتك». [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (8/ 33)]. هذا خطاب لكل مؤمنة، رزقك لا يتعلق بزوج هو مجرد سبب، ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 130]. رزقك لا يتعلق بأب أو زوج ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 130] .
ومن ظن أن الرزق يأتي بحيلة ... فقد كذبته نفسه وهو آثم.
يفوت الغنى من لا ينام عن السرى ... وآخر يأتي رزقه وهو نائم.
فما الفقر في ضعف احتيال ولا الغنى ... بكد وللأرزاق في الناس قاسم.
سأصبر إن دهر أناخ بكلكل ... وأرضى بحكم الله ما الله حاكم.
لقد عشت في ضيق من الدهر مدة ... وفي سعة والعرض مني سالم.
قال النبي ﷺ : «لا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته». [شعب الإيمان (13/ 19 ط الرشد)].
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.
العلمانية نخرت فكر كثير من المسلمات، فجعلت المسلمة تفكر تفكيرا ماديا لدرجة صارت المسلمة تخاف من الرزق! فصارت تتساءل ماذا لو مات والدي؟ ماذا لو طلقت أو ترملت؟! متناسية بوجود رب اسمه الرزاق الكريم الرحيم.. المسلمة لا تفكر كما تكفر مريم، ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾ [مريم: 16]. لم تقل كيف سأرزق وأنا بعيدة عن مصادر الرزق؟. فكان رزقها ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (٢٥) ﴾ [مريم: 25]. مريم لا تقدر على تحريك نخلة، ولكن لما توكلت على ربها رزقها.
المسلمة لم تقرأ قول ربنا ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 37]. امرأة عمران لم تكن تعمل وكان رزقها يأتيها رغدا من عند ربها، ﴿هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 37]. ليس الأمر خاصا بها بل بكل متوكل على ربه.
وهل كل الحاصلات على الشواهد يجدن عملا؟. ماذا لو ضيعت عمرك في الاختلاط وأخذت شهادة ولم تجدي عملا؟ ماذا لو طلق زوجك وقد بلغت سنا لم تعودي صالحة للعمل ولن تقبل بك أي مؤسسة؟. ماذا لو حصلت على شهادة ومرضت مرضا لا يمكنك من العمل.. وهكذا نستمر على الافتراضات التي ينقصها الإيمان.
رزقك لا يتعلق بشهادة، بل بيقين، «عن بن عمر قال: جاء سائل إلى النبي ﷺ ، فإذا تمرة عائرة، فأعطاه إياها، وقال النبي ﷺ : خذها. لو لم تأتها لأتتك». [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (8/ 33)]. هذا خطاب لكل مؤمنة، رزقك لا يتعلق بزوج هو مجرد سبب، ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 130]. رزقك لا يتعلق بأب أو زوج ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 130] .
ومن ظن أن الرزق يأتي بحيلة ... فقد كذبته نفسه وهو آثم.
يفوت الغنى من لا ينام عن السرى ... وآخر يأتي رزقه وهو نائم.
فما الفقر في ضعف احتيال ولا الغنى ... بكد وللأرزاق في الناس قاسم.
سأصبر إن دهر أناخ بكلكل ... وأرضى بحكم الله ما الله حاكم.
لقد عشت في ضيق من الدهر مدة ... وفي سعة والعرض مني سالم.
قال النبي ﷺ : «لا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته». [شعب الإيمان (13/ 19 ط الرشد)].
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.