صحة الخصال العشر للنبي ﷺ
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يروج مقطع لبعض الدعاة يذكر فيه ما خص به النبي ﷺ من خصائص وحصرها في عشر خصائص؟.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
• الخلاصة :«لقد طالعت المقطع المسؤول عنه، وأغلب ما ورد فيه لا يصح، كنفي الاحتلام عنه والظل وابتلاع الأرض ما يخرج منه ووقوع الذباب عليه، والتثاؤب والختان وكونه يبلغ طول من يكون معه.. لكن صح أنه ﷺ كان يرى من خلفه ولا ينام قلبه، وتعرفه الدواب..».
1- لم يحتلم قط : وهذا لا نص عليه صريح، لذا اختلف العلماء في جواز وقوع الاحتلام من الأنبياء : فقال قوم لا يجوز وذلك أن الاحتلام من الشيطان وهو لا يسلط على الأنبياء. وقيل يجوز، فعن سليمان بن يسار « أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن الرجل يصبح جنبا أيصوم؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير احتلام، ثم يصوم ». [صحيح مسلم (3/ 138 ط التركية)].
وهناك قول ثالث جيد " إن أريد بالاحتلام فيض من البدن، فلا مانع من هذا، وإن أريد به ما يحصل من تخبط الشيطان، فهو معصوم من ذلك ﷺ . ولهذا لا يجوز عليه الجنون ويجوز عليه الإغماء، بل قد أغمي عليه في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها في الصحيح".[ابن كثير، فصول في السيرة. (ص 302)].
2- ليس له ظل : وهذا لا دليل عليه، ذكر المقريزي في [إمتاع الأسماع. (2/170)]. :«قال أحمد بن عبد اللَّه الغدافي أخبرنا عمرو بن أبي عمرو عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنه: لم يكن لرسول اللَّه ظل، ولم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوءه على ضوء السراج».
وهذا سند واه فيه محمد بن السائب وهو الكلبي متهم بالكذب.
وذكر السيوطي [الخصائص الكبرى.(122/1)] رواية عن الحكيم الترمذي من طريق عبد الرحمن بن قيس الزعفراني عن عبد الملك بن عبد الله بن الوليد عن ذكوان..".
وهذا سند مرسل، وعبد الرحمن بين قيس الزعفراني قال أبو زرعة : كذاب . وقال البخارى : ذهب حديثه . وقال مسلم : ذاهب الحديث .و قال النسائى : متروك الحديث .[رواة التهذيب.(3989)].
3- الأرض كانت تبتلع ما يخرج منه : هذا مما لا يصح، فقد ذكر الحديث البيهقي في (الدلائل.70/6). من طريق حسين بن علوان. قال البيهقي بعد رواية الحديث: «هذا من موضوعات الحسين بن علوان لا ينبغي ذكره ففي الأحاديث الصحيحة والمشهورة في معجزاته كفاية عن كذب ابن علوان».
ورواه أبو نعيم [الحلية.(7835)].:"حدثنا محمود، نا العباس بن عبد العظيم العنبري، ثنا إسماعيل بن أبان الوراق، ثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، تدخل الخلاء فلا يرى منك شيء من الأذى؟ قال: «أوما علمت يا عائشة أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء، فلا يرى منه شئ..".ّ
قلت : عنبسة ضعيفة متهم بالوضع، قال ابن حبان :هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به".[رواة التهذيب.5206].. ومحمد بن زاذان المدني متروك [رواة التهذيب.(5882)].
وذكر ذلك الحاكم [المستدرك.6950]. من طريق المنهال بن عبيد الله، عمن ذكره، عن ليلى، مولاة عائشة.
وهذا سند لا يصح ففيه من لم يسم. وله طرق أخرى عند أبي نعيم لا تصح كلها.
4- لم يكن الذباب يحط عليه : وهذا مما لا دليل عليه، وإنما ذكر صاحب كتاب [فتح المتعال في مدح النعال] وقال :«رواه ابن السبع والنيسابوري بسند ضعيف».
5- كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه : نعم صحيح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هل ترون قبلتي ها هنا؟. فوالله، ما يخفى علي ركوعكم ولا سجودكم! إني لأراكم وراء ظهري». [صحيح مسلم (2/ 27 ط التركية)] وهناك خلاف هل ذلك عام في كل حال، أم خاص في بعضها كالصلاة؟.
6- تنام عينه ولا ينام قلبه : صحيح، فقد قال النبي ﷺ :«إن عيني تنامان ولا ينام قلبي». [صحيح البخاري (3/ 45 ط السلطانية)].
7-لا يتثاءب : لا نص صريح في هذا، فقد أخرج ذلك ابن أبي شيبة في [المصنف (7982)] وابن سعد [الطبقات.(385/1)]. عن عن يزيد بن الأصم قال: ما رئي النبي ﷺ متثاوبا في صلاة قط".وهذا مرسل. وإنما يصح الحديث العام في أن التثاؤب من الشيطان.
8-ولد مختونا :لا دليل عليه يصح، فالأحاديث في ذلك كلها معلولة، وهي حديث العباس [ابن سعد: الطبقات (1/ 103)]. وفي إسناده يونس بن عطاء المكي يوري الموضوعات ولا يجوز الاحتجاج بخبره [الميزان (4/ 428)ي. وحديث ابن عباس [الكامل لابن عدي 2/ 576)] وفي إسناده جعفر بن عبد الواحد متهم بوضع الحديث [الميزان (1/ 412)] وحديث أنس بن مالك [الطبراني: المعجم الصغير (2/ 145 - 146)]. وفي إسناده سفيان بن محمد الفزاري، واهٍ، وفي طرقه عن الحسن بن عرفة مجهول هو أبو الفضل محمد بن عبد الله البرهاني أو نوح بن محمد قال الذهبي إن روايته عن ابن عرفة شبه الموضوع [ميزان الاعتدال(4/ 279)]. وحديث أبي هريرة ابن عساكر تاريخ دمشق (السيرة) ق1/ 210 في إسناده محمد بن كثير القرشي واه وإسماعيل بن مسلم المكي ضعيف مع علة الانقطاع بين الحسن البصري وأبي هريرة.
وحديث ابن عمر (ابن عساكر: السيرة ق1/ 212) في إسناده عبد الرحمن ابن أيوب الحمصي وموسى بن أبي موسى المقدسي لا يعرفان إلا أن يكونا عبد الرحمن بن أيوب السكوني وموسى بن محمد بن عطاء المقدسي والأول تكلم فيه بجرح شديد، والثاني متروك (ميزان الاعتدال 2/ 549، 4/ 219 - 220 ولسان الميزان 6/ 127 - 129). [راجع السيرة النبوية الصحيحة.لأكرم العمري.ص(99)].
9- تعرفه الدواب : صحيح، عن عبد الله بن جعفر:"فدخل ﷺ يوما حائطا من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر، وذرفت عيناه..".[صحيح رواه أحمد.(1744)].
10- إذا كان مع شخص طويل صار أطول منه : لا يصح ، روى البيهقي [الدلائل.(298/1]. من طريق صبيح بن عبد الله الفرغاني، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، وهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنها قالت: " كان من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قامته أنه لم يكن بالطويل البائن، ولا المشذب الذاهب، والمشذب: الطول نفسه , إلا أن .. إذا مشى وحده ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم".
صبيح بن عبد الله الفرغاني صاحب مناكير".[ميزان الاعتدال.(307/2)].
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.
بارك الله فيكم.
• الخلاصة :«لقد طالعت المقطع المسؤول عنه، وأغلب ما ورد فيه لا يصح، كنفي الاحتلام عنه والظل وابتلاع الأرض ما يخرج منه ووقوع الذباب عليه، والتثاؤب والختان وكونه يبلغ طول من يكون معه.. لكن صح أنه ﷺ كان يرى من خلفه ولا ينام قلبه، وتعرفه الدواب..».
1- لم يحتلم قط : وهذا لا نص عليه صريح، لذا اختلف العلماء في جواز وقوع الاحتلام من الأنبياء : فقال قوم لا يجوز وذلك أن الاحتلام من الشيطان وهو لا يسلط على الأنبياء. وقيل يجوز، فعن سليمان بن يسار « أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن الرجل يصبح جنبا أيصوم؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير احتلام، ثم يصوم ». [صحيح مسلم (3/ 138 ط التركية)].
وهناك قول ثالث جيد " إن أريد بالاحتلام فيض من البدن، فلا مانع من هذا، وإن أريد به ما يحصل من تخبط الشيطان، فهو معصوم من ذلك ﷺ . ولهذا لا يجوز عليه الجنون ويجوز عليه الإغماء، بل قد أغمي عليه في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها في الصحيح".[ابن كثير، فصول في السيرة. (ص 302)].
2- ليس له ظل : وهذا لا دليل عليه، ذكر المقريزي في [إمتاع الأسماع. (2/170)]. :«قال أحمد بن عبد اللَّه الغدافي أخبرنا عمرو بن أبي عمرو عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنه: لم يكن لرسول اللَّه ظل، ولم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوءه على ضوء السراج».
وهذا سند واه فيه محمد بن السائب وهو الكلبي متهم بالكذب.
وذكر السيوطي [الخصائص الكبرى.(122/1)] رواية عن الحكيم الترمذي من طريق عبد الرحمن بن قيس الزعفراني عن عبد الملك بن عبد الله بن الوليد عن ذكوان..".
وهذا سند مرسل، وعبد الرحمن بين قيس الزعفراني قال أبو زرعة : كذاب . وقال البخارى : ذهب حديثه . وقال مسلم : ذاهب الحديث .و قال النسائى : متروك الحديث .[رواة التهذيب.(3989)].
3- الأرض كانت تبتلع ما يخرج منه : هذا مما لا يصح، فقد ذكر الحديث البيهقي في (الدلائل.70/6). من طريق حسين بن علوان. قال البيهقي بعد رواية الحديث: «هذا من موضوعات الحسين بن علوان لا ينبغي ذكره ففي الأحاديث الصحيحة والمشهورة في معجزاته كفاية عن كذب ابن علوان».
ورواه أبو نعيم [الحلية.(7835)].:"حدثنا محمود، نا العباس بن عبد العظيم العنبري، ثنا إسماعيل بن أبان الوراق، ثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، تدخل الخلاء فلا يرى منك شيء من الأذى؟ قال: «أوما علمت يا عائشة أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء، فلا يرى منه شئ..".ّ
قلت : عنبسة ضعيفة متهم بالوضع، قال ابن حبان :هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به".[رواة التهذيب.5206].. ومحمد بن زاذان المدني متروك [رواة التهذيب.(5882)].
وذكر ذلك الحاكم [المستدرك.6950]. من طريق المنهال بن عبيد الله، عمن ذكره، عن ليلى، مولاة عائشة.
وهذا سند لا يصح ففيه من لم يسم. وله طرق أخرى عند أبي نعيم لا تصح كلها.
4- لم يكن الذباب يحط عليه : وهذا مما لا دليل عليه، وإنما ذكر صاحب كتاب [فتح المتعال في مدح النعال] وقال :«رواه ابن السبع والنيسابوري بسند ضعيف».
5- كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه : نعم صحيح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هل ترون قبلتي ها هنا؟. فوالله، ما يخفى علي ركوعكم ولا سجودكم! إني لأراكم وراء ظهري». [صحيح مسلم (2/ 27 ط التركية)] وهناك خلاف هل ذلك عام في كل حال، أم خاص في بعضها كالصلاة؟.
6- تنام عينه ولا ينام قلبه : صحيح، فقد قال النبي ﷺ :«إن عيني تنامان ولا ينام قلبي». [صحيح البخاري (3/ 45 ط السلطانية)].
7-لا يتثاءب : لا نص صريح في هذا، فقد أخرج ذلك ابن أبي شيبة في [المصنف (7982)] وابن سعد [الطبقات.(385/1)]. عن عن يزيد بن الأصم قال: ما رئي النبي ﷺ متثاوبا في صلاة قط".وهذا مرسل. وإنما يصح الحديث العام في أن التثاؤب من الشيطان.
8-ولد مختونا :لا دليل عليه يصح، فالأحاديث في ذلك كلها معلولة، وهي حديث العباس [ابن سعد: الطبقات (1/ 103)]. وفي إسناده يونس بن عطاء المكي يوري الموضوعات ولا يجوز الاحتجاج بخبره [الميزان (4/ 428)ي. وحديث ابن عباس [الكامل لابن عدي 2/ 576)] وفي إسناده جعفر بن عبد الواحد متهم بوضع الحديث [الميزان (1/ 412)] وحديث أنس بن مالك [الطبراني: المعجم الصغير (2/ 145 - 146)]. وفي إسناده سفيان بن محمد الفزاري، واهٍ، وفي طرقه عن الحسن بن عرفة مجهول هو أبو الفضل محمد بن عبد الله البرهاني أو نوح بن محمد قال الذهبي إن روايته عن ابن عرفة شبه الموضوع [ميزان الاعتدال(4/ 279)]. وحديث أبي هريرة ابن عساكر تاريخ دمشق (السيرة) ق1/ 210 في إسناده محمد بن كثير القرشي واه وإسماعيل بن مسلم المكي ضعيف مع علة الانقطاع بين الحسن البصري وأبي هريرة.
وحديث ابن عمر (ابن عساكر: السيرة ق1/ 212) في إسناده عبد الرحمن ابن أيوب الحمصي وموسى بن أبي موسى المقدسي لا يعرفان إلا أن يكونا عبد الرحمن بن أيوب السكوني وموسى بن محمد بن عطاء المقدسي والأول تكلم فيه بجرح شديد، والثاني متروك (ميزان الاعتدال 2/ 549، 4/ 219 - 220 ولسان الميزان 6/ 127 - 129). [راجع السيرة النبوية الصحيحة.لأكرم العمري.ص(99)].
9- تعرفه الدواب : صحيح، عن عبد الله بن جعفر:"فدخل ﷺ يوما حائطا من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر، وذرفت عيناه..".[صحيح رواه أحمد.(1744)].
10- إذا كان مع شخص طويل صار أطول منه : لا يصح ، روى البيهقي [الدلائل.(298/1]. من طريق صبيح بن عبد الله الفرغاني، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، وهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنها قالت: " كان من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قامته أنه لم يكن بالطويل البائن، ولا المشذب الذاهب، والمشذب: الطول نفسه , إلا أن .. إذا مشى وحده ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم".
صبيح بن عبد الله الفرغاني صاحب مناكير".[ميزان الاعتدال.(307/2)].
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.