شحرور المحرف لدين الله.

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخنا الكريم، رأيت الكثيرين يتحدثون وينتقدون شحرور، لكن لم أر أحدا ذكر ونقل كلامه ليحكم عليه، فقط يذكرون كلاما دون بينة، فما الذي يمكن انتقداه عليه وجزاكم الله.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

•  الخلاصة :«وضع شحرور أصولا جعل الجهال من أتباعه يقتنعون بها، ثم صار على نهجها  وجعل الدين يوافق هواه وهوى الغربيين الذين خلفه، فحرف كلام الله حتى يناسب الفكر المادي».

وضع شحرور خطة ممنهجة لعلمنة الدين، فهو انطلق من الماركسية والعلوم الإنسانية، كأصل ثم قولب القرآن وفقها، وهي المناهج نفسها التي استعملها الغرب المسيحي حينما أراد الانفصال عن الكنيسة، وقد صرح بهذا (أركون) قبله بكل جرأة :«المنهجيات التي أطبقها على التراث الإسلامي هي المنهجيات نفسها التي يطبقها علماء فرنسا على تراثهم اللاتيني المسيحي أو الاوروبي".(الفكر الإسلامي نقد واجتهاد.أركون.ص:251).

وسنذكر بعض تحريفاته للقرآن الكريم، فالمحل ليس محل رد ولكن محال بيان لفكر وعقيدة :
- يرى بأن نظرية التطور تتوافق مع القرآن، بل إن (داروين) هو أفضل من فسر آيات الخلق، قال:"وخير من أول آيات خلق البشر عندي هو العالم الكبير تشارلز داروين يبحث عن الحقيقة في أصل الإنسان. والقرآن أورد حقيقة أصل الإنسان، ويجب أن يتطابقا إن كان داروين على حق، وأعتقد أن نظريته في أصل البشر في هيكلها العام صحيحة لأنها تنطبق على تأويل آيات القرآن.(الكتاب والقرآن.ص:107).
وقال:"لقد نفخ الله الروح في البشر فتحول إلى انسان وتطور وتقدم ولم ينفخ الروح في القرود فبقيت كما هي".(الكتاب والقرآن.ص:109). وقال:"ومن هنا نفهم أن الكائنات الحية قد ظهر بعضها من بعض، وخضعت لقانون التطور والارتقاء.".(الكتاب والقرآن.ص:227). ثم ذكر آيات كثيرة لينصر مذهبه.
- يفسير الروح على أنها هي العلوم الإنسانية، فالروح هي أمر :{قل الروح من أمر ربي }، ومعلومات :{وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.(الكتاب والقرآن.ص:111). لذا سمى جبريل بالروح لأنه كان ينقل الأوامر!.
- يفس رالعرش بأنه الأمر، فقول الله:{وكان عرشه على الماء} أي أمر الله الى مولد الماء. فلما تم خلق الكون قال ربنا:{ثم استوى على العرش } أي أصبح عرشه أي أمره عليه. ويكون لله أمر آخر وهو :{ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} فهذا عرش أي أمر جديد! (الكتاب والقرآن.ص: 166).
- أما قول الله :{بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}. المقصود به هو العلماء الذين احتلوا الصدارة كـ(نيوتن) و(أينشتاين) فالراسخون هم علماء الطبيعة والفلسفة والاجتماع.. ولا يشترط الفقهاء، هؤلاء هم الذين يعلمون تأويل القرآن، أما النبي صلى الله عليه فلم يكن يعلم تأويله! (الكتاب والقرآن.ص:192).
- يعتبر تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع القرآن هو تراث، فكل تعامل إنساني مع القرآن هو تراث ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم. (الكتاب والقرآن.ص:209).
- يرى بأن معنى التسبيح هو تلك الحركة الجدلية، وهي الحركة المستمرة للكون، فهو صراع ينشأ عنه ظهور شيء جديد. (الكتاب والقرآن.ص: 223).
- يرى بأن قول الله {والفجر} هو الانفجار الكبير، وقوله {وليال عشر} هو المراحل العشر لظهور الضوء، وقوله {والشفع والوتر} هو الهيدروجين فيه الشفع النواة والوتر في المدار. (الكتاب والقرآن.ص:235).
- ينكر القضاء والقدر، قال:"لقد ظن الكثير أن عمر الإنسان ورزقه وعمله مكتوب عليه سلفا .. إن علاقة الإنسان بكتاب الطبيعة والتي هي القدر هي علاقة دراسة ومعرفة، فكلما ازدادت معلومات الإنسان عن كتاب الموت استطاع أن يؤجل وقوعه .. إن أساس العقيدة الإسلامية فيما يتعلق بالأعمال والأرزاق والأعمار بالنسبة للإنسان، هو أن الله لم يحدد سلفا عمر الإنسان ورزقه وعمله".(الكتاب والقرآن.ص:411 وما بعدها). و(المجتمع والدولة.ص:210).
- وضع قاعدة للحد الأدنى والأعلى وصار عليها، فمثلا يرى بأن قطع يد السارق إنما هو حد أعلى وليس حدا أدنى، فيمكن معاقبة السارق بغير القطع، وإنما القطع كعقوبة قصوى. (الكتاب والقرآن.ص:455). بل قد يكون قطع اليد بمعنى كفها بالسجن.(نحو أصول جديدة للفقه.103).
وهذا أيضا بالنسبة للميراث فهو تغير وفق موقع كل شخص، فللذكر مثل حظ الأنثيين إنما هو بيان للحد الأعلى الذي يكون فيه الرجل هو المسؤول كليا، أما إذا كانت المرأة تعمل فلا يحق له ذلك.(الكتاب والقرآن.ص:458).
-لا يرى تحريم الخمر، فهو يفسرها كإخوانه بأن الاجتناب لا يفيد التحريم، طبعا هو لا يدعو لاحتساء الخمر لكن الأمر لا علاقة له بالتحريم ولكن للذوق! (الكتاب والقرآن.ص:477). طبعا هو لا يؤمن بالسنة إلا للاستئناس كما ذكر في كتابه (نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي.ص:63). لكن مع ذلك تجده يستدل بالسنة حينما يريد خدمة فكرة له!.
- يرى بأن تعدد الزواجات خاص بالأرامل ممن لهن أبناء، فلا يحل للرجل أن يعدد بالمرأة إلا إذا كانت أرملة ولها أبناء، فهو إنما يتزوجها لا حبا فيها، ولكن رأفة بالأبناء (الكتاب والقرآن.ص:597). والأعجب أن العدل بين هذه الأرملة وبين زوجته الأصلية لا يجب!. لقول ربنا زعما منه:{ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم}. لأن الزواج من أجل الأطفال فلا يحتاج إلى عدل معها (الكتاب والقرآن.ص:600).و(نحو اصول جديدة للفقه.ص:301).
- قام بقولبة النصوص القرآنية وفق المنهج الغربي تماما، فجعل المرأة جيوبا!.
فقول الله تعالى :{وليضربن بخمرهن على جيوبهن} فالمرأة فيها جيوب، وهذه الجيوب هي التي يجب سترها : الفرج والدبر وما بين الثديين وما تحتهما وتحت الإبطين فقط.
وهي صورة مطابقة تماما للمرأة الغربية المنحلة. (الكتاب والقرآن.ص:607). طبعا هذه الجيوب أمام الأجانب، أما أمام المحارم فهي تجلس عارية تماما لا إشكال، قال:"قد يقول البعض هذا يعني أن المرأة المؤمنة يحق لها أن تظهر عارية تماما أمام هؤلاء المذكورين أعلاه والمذكورين في نص الآية؟. أقول : نعم..(الكتاب والقرآن.ص:607).(نحو أصول جديدة للفقه.ص:365).
- يرى أن المرأة يجوز لها كشف الجيوب التي ذكر أمام الطبيب ولو من غير ضرورة، لأنه هو المقصود من قوله تعالى:{أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال}.(الكتاب والقرآن.ص:612).
-لا يشترط الستر في الصلاة، فلها أن تصلي عارية إذا كانت وحدها، أما لو كانت مع الرجال فتغطي فقط ما سماه الجيوب (الكتاب والقرآن.ص:623). وخاصة صلاة الجمعة فهي واجبة عليها.
- العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة مفتوحة، إلا في حال واحد وهي العلاقة الجنسية، وغيرها من الأمور كل ذلك حلال، وحتى الزنا لا يعد زنا إلا في العلن، أما الخفي فلا يسمى زنا والأمر بين الإنسان وربه. (الكتاب والقرآن.ص:628).
بالإضافة لإنكاره فرض الصوم، وسماحه للحائض بالصيام والصلاة وغيرها من الطوام التي تخالف المعلوم من الدين.

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.