حذاء الكعب العالي

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخنا الفاضل، ما حكم لبس المرأة لحذاء كعبه مترفع. وجزاكم الله خيرا.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

•  الخلاصة :«لا يحل للمسلمة لبس حذاء له كعب عال لما فيه من لفت للانتباه ورفع للقامة والظهور للرجال وإبراز العجيزة.. وهذا كله منكر».

لا يليق بالمسلمة لبس الحذاء الذي له كعب مرتفع يصدر صوتا يلفت الانتباه، فهذا من أعمال الجاهلية التي نهيت عنها كما قال ربنا :﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ‌مَا ‌يُخْفِينَ ‌مِنْ ‌زِينَتِهِنَّ ﴾ [النور: 31] . وقال النبي ﷺ «أن امرأة من بني إسرائيل كانت قصيرة، فاتخذت لها ‌نعلين ‌من ‌خشب ‌فكانت تمشي بين امرأتين طويلتين تطاول بهما، واتخذت خاتما من ذهب وحشت تحت فصه أطيب الطيب المسك، فكانت إذا مرت بالمجلس حركته فيفوح ريحه». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (4/ 129)] . فقوله (نعلين من خشب) أي مرتفعين بحيث تساوي غيرها من النسوة في الطول لتعرف، كما الحذاء صاحب الكعب العالي.
وعن عائشة قالت :«كن نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلا من خشب، يتشرفن للرجال في المساجد، فحرم الله عليهن المساجد، ‌وسلطت ‌عليهن ‌الحيضة». [مصنف عبد الرزاق (3/ 418 ط التأصيل الثانية)]. وقال ابن مسعود: «كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون جميعا، ‌فكانت ‌المرأة ‌لها ‌الخليل تلبس القالبين تطول بهما لخليلها، فألقي عليهن الحيض». [مصنف عبد الرزاق (3/ 419 ط التأصيل الثانية)].
وقول ابن مسعود وعائشة لا يقال بالرأي فله حكم الرفع وقد سمعاه من النبي ﷺ، قال ابن حجر: «وهذا وإن كان موقوفا ‌فحكمه ‌حكم ‌الرفع ‌لأنه ‌لا ‌يقال ‌بالرأي». [فتح الباري لابن حجر (2/ 350)].
وقوله (سلطت عليهن الحيضة)، لا يعني أن الحيض لم تكن قبل ذلك، لا، بل عوقبن بطول مدتها، قال الحافظ:«الذي أرسل على نساء بني إسرائيل طول مكثه بهن عقوبة لهن لا ابتداء وجوده». [فتح الباري لابن حجر (1/ 400)].
فهذا النوع من الأحذية يرفع القامة ويلفت الانتباه ويبرز العجيزة.. وكل هذا منكر.

 أ.د قاسم اكحيلات.