المفاضلة بين ميمنة الصف ويساره
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم الله شيخنا، ما صحة حديث:"وسطوا الإمام". وكيف نجمع بينه وبين حديث : "إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف".
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
• الخلاصة :«لم يصح حديث في تفضيل الصف الأيمن على الأيسر، وإنما الأفضل أن يتساويا ويتوسطهم الإمام».
حديث «وسطوا الإمام وسدوا الخلل». [سنن أبي داود (1/ 254 ط مع عون المعبود)] ضعيف فيه يحيى بن بشير بن خلاد عن أمه وهما مجهولان.
أما حديث تفضيل الصلاة في الجهة اليمنى فضعيف أيضا رواه أبو داود : 676 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام ، ثنا سفيان ، عن أسامة بن زيد ، عن عثمان بن عروة، عن عروة ، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف». [سنن أبي داود (1/ 253 ط مع عون المعبود)].
وهذا الحديث وهم فيه معاوية بن هشام فرغم صدقه فهو يهم، وهذا من أوهامه، قال البيهقي : «والمحفوظ بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف». [السنن الكبير للبيهقي (6/ 30 ت التركي)].
وقد رواه جماعة عن سفيان منهم عبد الله بن الوليد. [مسند أحمد (40/ 443 ط الرسالة)]. وأبو أحمد الزبيري. [مسند أحمد (42/ 161 ط الرسالة)]. و قبيصة بن عقبة.[المنتخب من مسند عبد بن حميد ت مصطفى العدوي (2/ 375)] وحسين بن حفص. [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (1/ 173)]. كلهم بلفظ :«إن الله عز وجل وملائكته عليهم السلام، يصلون على الذين يصلون الصفوف».
وقد يكون الوهم من أسامة بن زيد فهو أيضا يهم. ومن ضعفه الألباني.[تمام المنة في التعليق على فقه السنة (ص288)]و الحويني «276». [إسعاف اللبيث بفتاوى الحديث (3/ 90)]. والطريفي [صفة الصلاة (ص 48)]. وضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (3/ 44)].
وإنما صح عن البراء قال: « كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه. [صحيح مسلم (2/ 153 ط التركية)]. وليس فيه أفضلية للصف الأيمن وإنما غاية ما فيه أن يقبل عليهم النبي ﷺ بعد التسليم أو الانصراف. وصح عن عبد الله بن عمرو أنه كان يقدم الصلاة خلف الإمام ثم الميمنة، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو قال: «خير المسجد المقام، ثم ميامن المسجد». [مصنف ابن أبي شيبة (1/ 300 ت الحوت)]. وكان أنس بن مالك يصلي في الجانب الأيسر من المسجد «3437». [مصنف ابن أبي شيبة (1/ 300 ت الحوت)].
فلم يرد حديث صحيح في فضل الصلاة في الجهة اليمنى من الصف، والأفضل المساواة بينهما، فلا يليق أن يغلب الأمين على الأيسر فيضيع توسيط الإمام كما هو الوارد في صلاة النبي ﷺ بإصحابه. فعن جابر «جئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر فتوضأ، ثم جاء فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدينا جميعا، فدفعنا حتى أقامنا خلفه». [صحيح مسلم (8/ 233 ط التركية)]. قال اللخمي: «يبتدأ الصف من وراء الإمام ثم عن يمينه وشماله حتى يتم الصف». [شفاء الغليل في حل مقفل خليل (1/ 226)].
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.
بارك الله فيكم.
• الخلاصة :«لم يصح حديث في تفضيل الصف الأيمن على الأيسر، وإنما الأفضل أن يتساويا ويتوسطهم الإمام».
حديث «وسطوا الإمام وسدوا الخلل». [سنن أبي داود (1/ 254 ط مع عون المعبود)] ضعيف فيه يحيى بن بشير بن خلاد عن أمه وهما مجهولان.
أما حديث تفضيل الصلاة في الجهة اليمنى فضعيف أيضا رواه أبو داود : 676 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام ، ثنا سفيان ، عن أسامة بن زيد ، عن عثمان بن عروة، عن عروة ، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف». [سنن أبي داود (1/ 253 ط مع عون المعبود)].
وهذا الحديث وهم فيه معاوية بن هشام فرغم صدقه فهو يهم، وهذا من أوهامه، قال البيهقي : «والمحفوظ بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف». [السنن الكبير للبيهقي (6/ 30 ت التركي)].
وقد رواه جماعة عن سفيان منهم عبد الله بن الوليد. [مسند أحمد (40/ 443 ط الرسالة)]. وأبو أحمد الزبيري. [مسند أحمد (42/ 161 ط الرسالة)]. و قبيصة بن عقبة.[المنتخب من مسند عبد بن حميد ت مصطفى العدوي (2/ 375)] وحسين بن حفص. [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (1/ 173)]. كلهم بلفظ :«إن الله عز وجل وملائكته عليهم السلام، يصلون على الذين يصلون الصفوف».
وقد يكون الوهم من أسامة بن زيد فهو أيضا يهم. ومن ضعفه الألباني.[تمام المنة في التعليق على فقه السنة (ص288)]و الحويني «276». [إسعاف اللبيث بفتاوى الحديث (3/ 90)]. والطريفي [صفة الصلاة (ص 48)]. وضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (3/ 44)].
وإنما صح عن البراء قال: « كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه. [صحيح مسلم (2/ 153 ط التركية)]. وليس فيه أفضلية للصف الأيمن وإنما غاية ما فيه أن يقبل عليهم النبي ﷺ بعد التسليم أو الانصراف. وصح عن عبد الله بن عمرو أنه كان يقدم الصلاة خلف الإمام ثم الميمنة، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو قال: «خير المسجد المقام، ثم ميامن المسجد». [مصنف ابن أبي شيبة (1/ 300 ت الحوت)]. وكان أنس بن مالك يصلي في الجانب الأيسر من المسجد «3437». [مصنف ابن أبي شيبة (1/ 300 ت الحوت)].
فلم يرد حديث صحيح في فضل الصلاة في الجهة اليمنى من الصف، والأفضل المساواة بينهما، فلا يليق أن يغلب الأمين على الأيسر فيضيع توسيط الإمام كما هو الوارد في صلاة النبي ﷺ بإصحابه. فعن جابر «جئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر فتوضأ، ثم جاء فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدينا جميعا، فدفعنا حتى أقامنا خلفه». [صحيح مسلم (8/ 233 ط التركية)]. قال اللخمي: «يبتدأ الصف من وراء الإمام ثم عن يمينه وشماله حتى يتم الصف». [شفاء الغليل في حل مقفل خليل (1/ 226)].
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.