قول عائشة للنبي ﷺ : اتق الله ، ولا تقل إلا حقا..
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله. شيخنا قاسم اكحيلات أريد ان اسأل عن أحد القصص التي تروى عن النبي عليه الصلاة والسلام في خصامه مع زوجته حينما قال لها نحكم ابا بكر بيننا وحينما جاء أبو بكر قالت للنبي أخبره ولا تكذب فقام اليها ابوها ليضربها واحتمت بالنبي صلى الله عليه.من فضلك هل يمكنك ان تخبرنا ما إن كان لهذه القصة من اسناد .لأنها منتشرة على مواقع التواصل. افدنا افادك الله وحفظك ونفع بك.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
هذه القصة فيها المنكر وفيها الصحيح، أما الذي لا يصح فما رواه ابن حيوية الخزاز : 15 - أخبرنا أبو الليث نصر بن القاسم بن نصر الفرائضي، ثنا محمد بن إسماعيل الخشوعي، سنة أربعين ومائتين، ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، ثنا عبد الوارث بن سعيد العنبري، حدثتني عائشة أم المؤمنين، أنه كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام، فقال لها: «من ترضين بيني وبينك؟ أترضين عمر بن الخطاب؟» قالت: لا أرضاه؛ عمر غليظ، فقال: «أترضين بأبيك بيني وبينك؟» قالت: نعم. قال: فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء، فقال: «وإن هذه من أمرها كذا، ومن أمرها كذا» . قالت: قلت: اتق الله، ولا تقل إلا حقا. قالت: فرفع أبو بكر يده، فرثم به أنفها، وقال: أنت لا أم لك، يا ابنة أم رومان تقولين الحق وأبوك، ولا يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم! قالت: فابتدرت منخراها كأنها غزلا، قال رسول الله: «البيت» . وجعل يضربها بها، فقامت هاربة منه، فلزقت بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: حتى قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقسمت عليك، لما خرجت، فإنا لم ندعك لهذا» . فلما خرج قامت فتنحت عن رسول الله، فقال لها: «ادن مني» . فأبت أن تفعل، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها: «لقد كنت قبل هذا شديدة اللزوق بظهري». [الثالث من مشيخة ابن حيويه (ص16 بترقيم الشاملة آليا)].
وهذا سند لا يصح لجهالة محمد بن إسماعيل الخشوعي والانقطاع بين عبد الوارث بن سعيد العنبري وعائشة.
ورواه ابن عدي من طريق محمد بن الزبير الحنظلي، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول، حدثنا عروة بن الزبير قال حدثتني عائشة أم المؤمنين أنه كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام فقال لها بمن ترضين بيني وبينك فذكر الحديث. [الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 423)]. وهو أيضا لا يصحه وعلته محمد بن الزبير الحنظلي منكر الحديث، وقال ابن عدي بعد رواية الحديث : «وهذا لم نكتبه إلا، عن أبي الليث الفارض بهذا الإسناد ولمحمد بن الزبير الحنظلي غير ما ذكرت من الحديث وحديثه قليل والذي يرويه غرائب وإفرادات». [الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 424)]. ومن طريق محمد بن الزبير رواه ابن أبي الدنيا مرسلا «562». [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (2/ 760)].
ورواه الطبراني : 4879 - حدثنا عباد بن سعيد الجعفي الكوفي قال: نا محمد بن عثمان بن أبي البهلول قال: نا صالح بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم كلام، فقال: «أجعل بيني وبينك عمر؟» فقلت: لا. فقال: «أجعل بيني وبينك أباك؟» قلت: نعم. [المعجم الأوسط للطبراني (5/ 135)]. وسنده ضعيف لضعف عباد بن سعيد الجعفي الكوفي. وللقصة طرق أخرى عند ابن عساكر [تاريخ دمشق لابن عساكر (30/ 215)]. وكلها لا تصح.
والصحيح ما رواه أحمد عن النعمان بن بشير، قال: «جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فدخل، فقال: يا ابنة أم رومان وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فحال النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبينها، قال فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم، يقول لها يترضاها: " ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك "، قال: ثم جاء أبو بكر، فاستأذن عليه، فوجده يضاحكها، قال: فأذن له، فدخل، فقال له أبو بكر: يا رسول الله أشركاني في سلمكما، كما أشركتماني في حربكما». [مسند أحمد (30/ 341 ط الرسالة)].
فلا بد من الاكتفاء برواية أحمد الصحيحة، لأن المنتشر فيه ألفاظ منكرة لا تليق.
المجيب : د. قاسم اكحيلات.
بارك الله فيكم.
هذه القصة فيها المنكر وفيها الصحيح، أما الذي لا يصح فما رواه ابن حيوية الخزاز : 15 - أخبرنا أبو الليث نصر بن القاسم بن نصر الفرائضي، ثنا محمد بن إسماعيل الخشوعي، سنة أربعين ومائتين، ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، ثنا عبد الوارث بن سعيد العنبري، حدثتني عائشة أم المؤمنين، أنه كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام، فقال لها: «من ترضين بيني وبينك؟ أترضين عمر بن الخطاب؟» قالت: لا أرضاه؛ عمر غليظ، فقال: «أترضين بأبيك بيني وبينك؟» قالت: نعم. قال: فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء، فقال: «وإن هذه من أمرها كذا، ومن أمرها كذا» . قالت: قلت: اتق الله، ولا تقل إلا حقا. قالت: فرفع أبو بكر يده، فرثم به أنفها، وقال: أنت لا أم لك، يا ابنة أم رومان تقولين الحق وأبوك، ولا يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم! قالت: فابتدرت منخراها كأنها غزلا، قال رسول الله: «البيت» . وجعل يضربها بها، فقامت هاربة منه، فلزقت بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: حتى قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقسمت عليك، لما خرجت، فإنا لم ندعك لهذا» . فلما خرج قامت فتنحت عن رسول الله، فقال لها: «ادن مني» . فأبت أن تفعل، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها: «لقد كنت قبل هذا شديدة اللزوق بظهري». [الثالث من مشيخة ابن حيويه (ص16 بترقيم الشاملة آليا)].
وهذا سند لا يصح لجهالة محمد بن إسماعيل الخشوعي والانقطاع بين عبد الوارث بن سعيد العنبري وعائشة.
ورواه ابن عدي من طريق محمد بن الزبير الحنظلي، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول، حدثنا عروة بن الزبير قال حدثتني عائشة أم المؤمنين أنه كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام فقال لها بمن ترضين بيني وبينك فذكر الحديث. [الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 423)]. وهو أيضا لا يصحه وعلته محمد بن الزبير الحنظلي منكر الحديث، وقال ابن عدي بعد رواية الحديث : «وهذا لم نكتبه إلا، عن أبي الليث الفارض بهذا الإسناد ولمحمد بن الزبير الحنظلي غير ما ذكرت من الحديث وحديثه قليل والذي يرويه غرائب وإفرادات». [الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 424)]. ومن طريق محمد بن الزبير رواه ابن أبي الدنيا مرسلا «562». [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (2/ 760)].
ورواه الطبراني : 4879 - حدثنا عباد بن سعيد الجعفي الكوفي قال: نا محمد بن عثمان بن أبي البهلول قال: نا صالح بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم كلام، فقال: «أجعل بيني وبينك عمر؟» فقلت: لا. فقال: «أجعل بيني وبينك أباك؟» قلت: نعم. [المعجم الأوسط للطبراني (5/ 135)]. وسنده ضعيف لضعف عباد بن سعيد الجعفي الكوفي. وللقصة طرق أخرى عند ابن عساكر [تاريخ دمشق لابن عساكر (30/ 215)]. وكلها لا تصح.
والصحيح ما رواه أحمد عن النعمان بن بشير، قال: «جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فدخل، فقال: يا ابنة أم رومان وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فحال النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبينها، قال فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم، يقول لها يترضاها: " ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك "، قال: ثم جاء أبو بكر، فاستأذن عليه، فوجده يضاحكها، قال: فأذن له، فدخل، فقال له أبو بكر: يا رسول الله أشركاني في سلمكما، كما أشركتماني في حربكما». [مسند أحمد (30/ 341 ط الرسالة)].
فلا بد من الاكتفاء برواية أحمد الصحيحة، لأن المنتشر فيه ألفاظ منكرة لا تليق.
المجيب : د. قاسم اكحيلات.