حديث : يطلع الله ليلة النصف من شعبان، فيغفر لخلقه إلا لمشرك أو مشاحن
السؤال :
السلام عليكم شيخ. ما صحة حديث :" : يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن". وبارك الله فيكم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم.
الحديث ضعيف مضطرب روي من طريق :
- معاذ : رواه ابن حبان في (صحيحه.5665) وابن أبي عاصم في (السنة.512) والطبراني في (الكبير.215). وأبو نعيم في (الحلية.191/5). والبيهقي في (الشعب.6204). وفي (فضائل الأوقات.22). من طريق :"مكحول، عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن".
قلت : هذا إسناد منقطع مكحول لم يلق مالك بن يخامر، وهو مضطرب فرواه أبو خليد عتبة بن حماد القاري، عن الأوزاعي، عن مكحول، وعن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل. قال ذلك هشام بن خالد: عن أبي خليد.
وخالفه سليمان بن أحمد الواسطي، فرواه عن أبي خليد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل، كلاهما غير محفوظ.
وقد روى عن مكحول في هذا روايات، وقال هشام بن الغاز: عن مكحول، عن عائشة، وقيل: عن الأحوص بن حكيم، عن مكحول، عن أبي ثعلبة.
وقيل: عن الأحوص، عن حبيب بن صهيب، عن أبي ثعلبة.
وقيل: عن مكحول، عن أبي إدريس مرسلا.
وقال: الحجاج بن أرطاة، عن مكحول، عن كثير بن مرة مرسلا، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال.
وقيل: عن مكحول من قوله..".(علل الدارقطني.50/6).
- كثير بن مرة : رواه الدارقطني في (النزول.82)من طريق:" الحجاج ، عن مكحول ، عن كثير بن مرة الحضرمي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..".
كثير ليس صحابيا، قال ابن أبي خيثمة:"ذكره في الصحابة الذين يعرفون بكناهم قال العسكري: وهو وهم". فعلى هذا هو مرسل.
ولحجاج ضعيف، قال الدارقطني:"ضعيف لا يحتج به". قال الذهبي:"أكثر ما نقم عليه التدليس وكان فيه تيه لا يليق بأهل العلم".
ورواه ابن أبي الدنيا في (فضائل رمضان.3) من طريق:" إسحاق بن عبد الله ، عن مكحول ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرة قال : أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثون ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه.."
قلت : هذا إسناد ساقط، إسحاق بن عبد الله القرشي، قال البخاري:"تركوه مدني".قال الفلاس:"متروك الحديث".قال الدارقطني وابن حجر:"متروك الحديث".
- الوضين بن عطاء : بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز، فقد ولد سنة 79هـ. رواه عنه ّإسحاق بن راهويه (المسند.1702). :"خبرنا عبد الرزاق، أنا إبراهيم بن عمر الأنباري، أنه سمع الوضين بن عطاء، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر الذنوب لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن وله في تلك الليلة عتقاء عدد شعر مسوك غنم كلب".
قلت : إبراهيم بن عمرو الصنعاني، قال ابن حجر:"مستور". ولم يعرفه ابن عساكر.
والوضين بن عطاء قال فيه ابن حجر:"صدوق سيء الحفظ ورمي بالقدر".
- أبي ثعلبة : رواه عنه ابن أبي شيبة في (العرش.87) والطبراني في (الكبري.590). والبيهقي(الشعب.3551). وابن أبي عاصم في (السنة.511) والدارقطني في (النزول.81) والبيهقي في (الشعب.3551) و(فضائل الأوقات.23) من طريق الأحوص بن حكيم , عن حبيب بن صهيب , عن أبي ثعلبة الخشني , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تبارك وتعالى يطلع إلى عباده في ليلة النصف من شعبان , فيغفر لعباده المؤمنين , ويملي للكافرين , ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه " .
قلت : أحوص بن حكيم بن عمير بن الأسود، قال الدارقطني:"منكر الحديث، ويعتبر به إذا حدث عن ثقة".قال ابن حجر:"ضعيف الحفظ".قال ابن حبان:"يروي المناكير عن المشاهير وكان ينتقص على بن أبي طالب".
وهو أيضا مضطرب، يرويه الأحوص بن حكيم، واختلف عنه: فرواه عيسى بن يونس، عن الأحوص، عن حبيب بن صهيب، عن أبي ثعلبة. وخالفه مخلد بن يزيد، فرواه عن الأحوص، عن مهاصر بن حبيب، عن أبي ثعلبة.
- عبد الله بن عمرو: رواه أحمد في (المسند.6641) وفيه ابن لهيعة ضعيف الحديث اختلط آخر عمره. و تابعه رشدين بن سعد بن حيي، رشدين لا يفرح بمتابعته فهو ضعيف مشهور.
- أبي موسى الأشعري : رواه ابن ماجة في (السنن.1390) من طريق"الوليد ، عن ابن لهيعة ، عن الضحاك بن أيمن ، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب ، عن أبي موسى الأشعري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن "
قلت : الوليد بن مسلم مدلس مشهور، قال ابن حجر:"قة لكنه كثير التدليس والتسوية". ابن لهيعة مشهور وقد تقدم ضعفه. ووالد الضحاك هو عبد الرحمن بن عرزب. قال ابن حجر:"مجهول".
وذكره ابن فيل في (جزئه.82):"حدثنا الحسن ، ثنا الجوهري ، ثنا عبيد بن أبي قرة ، ثنا ابن لهيعة ، عن الزبير بن سليمان ، سمعت الضحاك بن عبد الله بن عرزب ، على منبر دمشق ، حدثني أبي ، عن أبي موسى الأشعري ..".
عبيد بن أبي قرة ضعيف، والزبير بن سليمان مجهول.
- أبي بكر الصديق : رواه عنه ابن خزيمة في (التوحيد.48) وابن أبي عاصم في (السنة.509). والشجري في (أماليه.1916) وابن أبي الدينا في (فضائل رمضان.2). من طريق" عبد الملك بن عبد الملك ، حدثه عن مصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ، عن أبيه ، أو عن عمه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم..".
قلت : عبد الملك بن عبد الملك القرشي، منكر الحديث، قال ابن حبان:"منكر الحديث جدا يروي مالا يتابع عليه فالأولى في أمره ترك ما انفرد به من الأخبار". وقال البخاري:"فيه نظر حديثه في أهل المدينة".
- عوف ابن مالك : رواه البزار في (المسند.2754) :"حدثنا أحمد بن منصور، قال: أخبرنا أبو صالح الحراني يعني عبد الغفار بن داود، قال: أخبرنا عبد الله بن لهيعة، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبادة بن نسي، عن كثير بن مرة، عن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..".
قلت : عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقى، قال الترمذي:"ضعيف عند أهل الحديث ، ضعفه يحيى القطان وغيره ".قال ابن خزيمة:" لا يحتج به . ".قال ابن حجر:" ضعيف في حفظه ، و كان رجلا صالحا ". وابن لهيعة ضعيف سبق بيانه.
- عائشة : رواه عنها عبد بن حميد في (المنتخب.1509)، وأحمد (المسند.26017). والترمذي (السنن.739) وابن ماجه (السنن.1389). من طريق:" الحجاج بن أرطاة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت، فإذا هو بالبقيع، رافع رأسه إلى السماء، فقال لي: أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله، قالت: قلت يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب".
قلت : الحجاج ضعيف كما سبق، قال الدارقطني:"ضعيف لا يحتج به". قال الذهبي:"أكثر ما نقم عليه التدليس وكان فيه تيه لا يليق بأهل العلم".
وهو منقطع، قال البخاري:"وقال يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطاة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير".(سنن الترمذي.107/3).
فالحديث ضعيف مضطرب، وإن صححه بعضهم بمجموع طرقه لكن طرقه مضطربة، وممن ضعفه الدارقطني قائلا:"والحديث غير ثابت".(العلل.51/6). وابن الجوزي(العلل المتناهية.918). ومن المعاصرين الشيخ الطريفي
والعلوان وغيرهم كثير..
والعلوان وغيرهم كثير..
المجيب : د. قاسم اكحيلات.