صداع الرأس من الإيمان!
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله اريد ان اسأل عن صحة هذا الحديث. وصداع الرأس من علامات أهل الإيمان وأهل الجنة. وجزاكم الله خيرا .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
ذكر ابن رجب رحمه الله قوله :«وصداع الرأس من علامات أهل الإيمان وأهل الجنة». [لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف (ص105 ط ابن حزم)]. وله رسالة في ذلك سماها [البشارة العظمى للمؤمن بأن حظه من النار الحمى[. واستدل لذلك بحديث :«ألا أخبركم بأهل النار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: كل شديد جعظري، هم الذين لا يألمون رءوسهم».. [مسند أبي داود الطيالسي (4/ 282)]. لكنه لا يصح، تفرد به البراء بن يزيد وهو ضعيف خالف من هو أوثق منه. قال العقيلي:«لا يتابع عليه». [الضعفاء الكبير للعقيلي (1/ 161)]. وعن أبي هريرة قال :«دخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخذتك أم ملدم؟. قال: وما أم ملدم؟. قال: حر يكون بين الجلد واللحم. قال: وما وجدت هذا قط. قال: فهل وجدت هذا الصداع؟. قال: وما الصداع؟ قال: عرق يضرب على الإنسان في رأسه. قال: وما وجدت هذا قط. فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (5/ 78)]. فأخذ منه ابن رجب أن الصداع من علامات أهل الإيمان، قال رحمه الله :«فجعل ذلك من علامات أهل النار، وعكسه من علامات المؤمن». [البشارة العظمى (83/2)] والحديث حسن كما بيان في الديوان (هنا).
والحقيقة أن الصداع ليس دليلا على الإيمان فقد يصدع المؤمن والكافر، إنما هو كفارة للذنوب، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :«لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد .». [صحيح مسلم (8/ 16)]. فلا يصح تعيين أحد بإيمان أو جنة أو بنار، فلو صح حديث الأعرابي فإنما أطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على حاله، ولم يكن له ما يكفر به عن ذنوبه من ابتلاءات ونحوها.
المجيب : د. قاسم اكحيلات.