خرافة توأم الشعلة

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله. و جدت نفسي لا أملك بعض الأدلة لاإناع أختي في موضوع رغم اني أعلم بطلانه ألا وهو (توأم الشعلة )الدي صار يروج له و يدعون وجود نصوص قرآنية تتحدث عنه ارجوا من فصيلة الشيخ إن كن في مقدركم التوضيح وشكرا.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

ما يسمى بـ(توأم الشعلة) (twin flame) هو أحد التخاريف المعاصرة التي يؤمن بها دعاة الثقافة ممن وافقوا الجهال في الإيمان بالشعوذة والكهانة.. وتقوم الفكرة  على أن لكل إنسان له توأم واحد، وأنه يظهر له، أو يقابله، غالبا في توقيت خاطئ، حين يكون قد تزوج مثلا، وأنه إذا لقيه شعر أنهما روح واحد، وانجذب كل منهما للآخر، وبدأت طاقات أجسادهما في الاتحاد، وارتفعت روحانياتهما والهالات المحيطة بكل منهما، لكن سرعان ما يفترقان فيشتعل الحب بينهما حتى يعودا..

أول من اخترع هذا المصطلح هي (Elizabeth Clare Prophet) وهي مؤسسة لـ (الكنيسة العالمية والانتصار)  Church Universal and Triumphant (مرجع) تعرف اختصار ا(CUT)، وقد ألفت كتابا سمته (Soul Mates and Twin Flames) تحدثت فيه عن الروح وعلاقتها بالعبد  الروحي. هذه العقيدة تعود جذورها إلى اليونان، حيث أن البشر كان لديهم يوما ما أربع أذرع وأربع أرجل ووجهان، وأن الإله (زيوس) قسمنا إلى نصفين كعقاب على تكبرنا، وكان مقدرا لنا أن نسير على الأرض بحثا عن النصف الآخر!. 
 
فيكفي هذا التاريخ الفاسد والعقيدة المنحرفة أن تجعل المسلم ينفر منها، وهي مخالف لما ورد في قول ربنا : ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ ‌الرُّوحُ ‌مِنْ ‌أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85]. فلا أحد يمكنه الحديث عن أمور الروح إلا بدليل ونص شرعي.

طبعا الذين تأثروا بالغرب حتى في تخاريفه، حاولوا كالعادة أسلمة هذه الأفكار كما أسلموا قانون الجذب وغيرها من العقائد الوافدة،  وذكورا حديث النبي صلى الله عليه وسلم :«الأرواح جنود مجندة فما ‌تعارف ‌منها ‌ائتلف وما تناكر منها اختلف». [صحيح البخاري (4/ 134 ط السلطانية)]. وليس  للحديث علاقة بما يؤمن به القوم، وغاية ما فيه ذلك الأنس الذي يحصل بين الأرواح فيما بين لما تحمل من صفات، والله سبحانه وتعالى لم يخبرنا عن كيفية ذلك ولا طريقته. بينما القوم تقوم فكرتهم على أسس الطاقة التي تقوم على فكر وثني ميتافزيقي وجعلوها لها أسماء مثل (تشي) وهي معروفة في عقائد الصين، ومنها (الكي)  وهي في عقائد اليابان و(الكا) عند الفراعنة و(إلكترا) عند روما القديمة.. 

فنصيحتنا لهذه الأخت أن تصحح عقيدتها وتسأل عن دينها العلماء الثقات لا من أدخلوا الفلسفات الشرقية وأضفوا عليه النصوص القرآنية والحديثية من جهال قومنا كأحمد عمارة الذي انتهى به الأمر إلى ادعاء الألوهية.

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.