رواية محاولة انتحار النبي ﷺ في صحيح البخاري
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله سيدي قاسم حفظكم الله وتقبل أعمالكم.
من فضلك سيدي هل من تعليق حول هذا الحديث الذي دونه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه ويستعمله شباب عوام للضرب في الصحيح وصاحبه يقول البخاري أن النبي حاول الانتحار مرارا وتكرارا من فوق الجبال.. عن عائشة أنها قالت:وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا يتردى من رؤوس الجبال شواهق الجبال,فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال:يا محمد,إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع,فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك,فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك"(صحيح البخاري/كتاب التعبير/باب أول ما بدئ به رسول الله/6982). يتردى يعني يرمي بنفسه.
من فضلك سيدي هل من تعليق حول هذا الحديث الذي دونه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه ويستعمله شباب عوام للضرب في الصحيح وصاحبه يقول البخاري أن النبي حاول الانتحار مرارا وتكرارا من فوق الجبال.. عن عائشة أنها قالت:وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا يتردى من رؤوس الجبال شواهق الجبال,فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال:يا محمد,إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع,فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك,فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك"(صحيح البخاري/كتاب التعبير/باب أول ما بدئ به رسول الله/6982). يتردى يعني يرمي بنفسه.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
هذا الخبر رواه عبد الرزاق «10554». [مصنف عبد الرزاق (6/ 10 ط التأصيل الثانية)]. ومن طريقه أحمد «25959». [مسند أحمد (43/ 112 ط الرسالة)]. والبخاري «6982». [صحيح البخاري (9/ 29 ط السلطانية)]. عن معمر، عن الزهري قال : .. فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال». [صحيح البخاري (9/ 30 ط السلطانية)]. فتبين أن هذا الخبر من كلام الزهري أو معمر، وكلاهما لم يدرك النبي ﷺ، فالخبر غير متصل وليس على شرط البخاري، وقوله (بلغنا) هذا معروف في علم الحديث بـ(البلاغات) وقد أكثر منها مالك في موطئه، فمن شروط البخاري أن يكون الحديث متصلا مسندا، هذا موضوع الكتاب، بينما الخبر ليس بمتصل مسند، ولم يتعرض الدارقطني الذي تتبع أحاديث البخاري لهذا النوع، لأنه خارج عن موضوع الكتاب.
البخاري رحمه الله ذكر الحديث لبيان ضعفه، وذلك لأنه ذكره في مواضع من صحيحه دون ذكر هم النبي ﷺ بالتردي، فقد ذكر الحديث في «بدء الوحي». [صحيح البخاري (1/ 6 ط السلطانية)]. وفي «كتاب أحاديث الأنبياء». [صحيح البخاري (4/ 131 ط السلطانية)]. وذكره في أبواب كثيرة من «كتاب التفسير». [صحيح البخاري (6/ 16 ط السلطانية)]. ولم يذكر هم النبي ﷺ بالانتحار.
وإنما ذكر ذلك في «كتاب التعبير». [صحيح البخاري (9/ 29 ط السلطانية)] عرضا، فالبخاري قد يورد أخبارا ليست على شرطه من أجل أن ينبه على ضعفها، ومن لم يمارس مناهج المحدثين لم يفهم مرادهم.
المجيب : د.قاسم اكحيلات.