حالات جواز الأكل مما لا يليك
السؤال :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. شيحنا الحبيب بارك الله فيكم . شيخنا معلوم أنه الواجب على الآكل أن يأكل مما يليه، ولكن شيخنا إذا اختلف الطعام مثلا، يجوز له شيخنا أن يأكل من مكان آخر، مثلا شيخنا صحن فيه اكل مختلف مثلا فيه 6 أنواع من الأكلات هل علي شيء إن أكلت من جميع الأكلات علما أن الصحن كل ما فيه للجميع.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
ورد وقوله ﷺ :«كل مما يليك». [صحيح البخاري (7/ 68 ط السلطانية)]. لكن ورد حديث آخر عن أنس رضي الله عنه قال: «كنت غلاما أمشي مع رسول الله ﷺ، فدخل رسول الله ﷺ على غلام له خياط، فأتاه بقصعة فيها طعام وعليه دباء، فجعل رسول الله ﷺ يتتبع الدباء». [صحيح البخاري (7/ 78 ط السلطانية)]. فقوله (يتتبع الدباء) يخالف الأكل مما يلي المسلم، ولهذا أجاب العلماء بأجوبة :
- أن ذلك يجوز مع من لا يكره ذلك، وبه بوب البخاري: «باب من تتبع حوالي القصعة مع صاحبه إذا لم يعرف منه كراهية». [صحيح البخاري (7/ 68 ط السلطانية)].
- إنما أكل من حوالى جانبه وناحيته من الصحفة لا من حوالى جميع جوانبها فقد أمر بالأكل مما يلى الإنسان. [شرح النووي على مسلم (13/ 224)].
- أن ذلك لا يحسن ولا يجمل إلا بالرئيس ورب البيت.
- أن المرق والإدام وسائر الطعام إذا كان فيه نوعان أو أنواع فلا بأس أن تجول اليد فيه؛ للتخير مما وضع في المائدة والصحفة من صنوف الطعام، لأنه لذلك قدم، ليأكل كل ما أراد. وهذا كله مأخوذ من هذا الحديث ولما كان في الصحفة نوعان، وهما اللحم والدباء، حسن بالآكل أن تجول يده فيما اشتهى من ذلك، بدليل هذا الحديث، ولا يجوز ذلك على غير هذين الوجهين؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن أبي سلمة: "سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك". وإنما أمره أن يأكل مما يليه؛ لأن الطعام كان كله نوعا واحدا، والله أعلم. كذلك فسره أهل العلم. [التمهيد - ابن عبد البر (1/ 509 ت بشار)].
وبهذا يتبين حكم إجالة اليد في القصعة وأن ذلك يجوز في أحوال ذكرها العلماء كما رأيت، منها إذا اختلف نوع الطعام جاز الأكل من حوالي الطعام.
وقد بلغني مقطع عن جاهل يقول ذلك، وقد رد عليه بعضهم بجهل مثله.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.