لماذا لا يسكن الجن الكفار؟.
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الشيخ قاسم هناك بعض الناس يقولون بأن المس يعني من الجن يكثر و يظهر عندنا نحن المسلمين و لكن لماذا لا نسمع عن هذا عند الكفار.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
تعتبر قضية (Anneliese Michel) أشهر قصة في عالم المس، وقد كتبت فيها مقالات كثيرة وأنتج في قصتها فلم ( The Exorcism of Emily Rose) شخصتها الكنيسة بأنها ممسوسة من قبل ستة من الجن كما ذكر القساوسة، استمرت جلسات طرد الجن في الكنيسة لعدة أشهر وغالبا كان يحضرها نفس الأشخاص المكونين من القساوسة ووالدا (أناليس) واحيانا بعض المصلين. قام القساوسة بتسجيل وقائع الجلسات على 40 شريطا صوتيا خلال فترة عشرة أشهر وكانت أ(ناليس) أحيانا تخرج عن السيطرة خلال الجلسات مما يحتاج لثلاثة رجال أقوياء ليسيطروا عليها رغم ان وزنها أصبح لا يتعدى الأربعين كيلوغرامًا واحيانا كانوا يضطرون لتقييدها بالسلاسل..
وهذا معلوم، فالكفار يعانون من المس ويعالجون ذلك في كنائسهم ويكفي الدخول إلى اليوتيوب لمشاهدة طريقة علاجهم للمس. أما سبب اشتهار ذلك بين المسلمين دون غيرهم :
- تركيز الإعلام على المسلمين كالعادة، فهم يركزون على قضية فتضخم لحد أن تصير ظاهرة.
- إسراف كثير من الرقاة في تصوير جلساتهم من أجل الترويج والإشهار في الغالب، عكس الكنائس.
- طبيعة الغرب الملحد، فغالب الغرب لا يؤمن بوجود جن أصلا، لذا يفسرون تلك الظواهر بالأمراض النفسية.
وهذا حتى في نصوهم معلوم، فنجد في [متى 12:22 ] «ثم أحضروا إليه رجلا أعمى وأخرس لأن شيطانا كان يسيطر عليه. فشفاه يسوع، وصار الأخرس يتكلم ويرى»..
وفي مرقس [ 5:2-5.] « رج يسوع من المركب، لاقاه من بين القبور * رجل يسيطر عليه روح شرير. * كان يعيش بين القبور. ولم يقدر أحد أبدا أن يبقيه مقيدا، ولا حتى بسلسلة. فمع أنهم ربطوه مرات كثيرة بالقيود والسلاسل، كان يقطع السلاسل ويكسر القيود، ولم يقدر أحد أن يضبطه. وكان طول الليل والنهار يصرخ بين القبور وفي الجبال ويجرح نفسه بالحجارة. ولكن عندما رأى يسوع من بعيد، ركض وسجد أمامه. + وصرخ بصوت عال: «ماذا تريد مني يا يسوع، يا ابن الله العالي على كل شيء؟ أحلفك بالله أن لا تعذبني». + فيسوع كان يقول له: «أخرج من الرجل أيها الروح الشرير».
فالمس بهذا الشكل بيننا لم نكن نراه قبل انتشار مواقع التواصل، لكن لما صار الجميع يسجل جلساتهم ظن الجميع أن هذا خاص بالمسلمين، والحقيقة أن هذا معلوم عندهم وخاصة عند المتدينين، كما أن أقواما منا لا يؤمنون بهذا ويعدونه مرضا نفسيا.
المجيب : د.قاسم اكحيلات.