خداع زوجات النبي ﷺ لابنة الجون

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، سمعت أن هناك امرأة تزوجها رسول الله ﷺ وعندما دخل عليها تعوذت بالله منه، وقيل إن زوجات النبي ﷺ لما رأينها حسدنها لجمالها ولهيئتها، فجعلت حفصة او عائشة تسرح شعر تلك الجونية او ما شابه وقالت لها ان النبي ﷺ يحب من يتعوذ بالله ووو، هذا افتراء ومس بصدق الصحابيات أليس كذلك ؟ لا يمكن الصحابيات أن يكذبن.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

الصحيح ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها: «أن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله ﷺ ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك، فقال لها: لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك».[صحيح البخاري (7/ 41 ط السلطانية)]. وعن ‌أبي أسيد رضي الله عنه قال: «خرجنا مع النبي ﷺ حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط، حتى انتهينا إلى حائطين فجلسنا بينهما، فقال النبي ﷺ: اجلسوا ها هنا. ودخل وقد أتي بالجونية فأنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي ﷺ قال: هبي نفسك لي. قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال: فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: قد عذت بمعاذ، ثم خرج علينا فقال: يا أبا أسيد، اكسها رازقيتين، وألحقها بأهلها». [صحيح البخاري (7/ 41 ط السلطانية)].

أما القول بأنها قالت ذلك بتحريض من بعض زوجات النبي ﷺ فلم يصح منه شيء، فقد ذكر ذلك ابن سعد في [الطبقات الكبير (10/ 138 ط الخانجي)]. من طرق كلها معلولة، مدارها على الواقدي  متروك الحديث، وهشام بن محمد بن السائب المتهم بالكذب. قال ابن الصلاح في «هذه اللفظة - يعني: «أن نساءه علمنها ذلك» لم أجد لها أصلا ثابتا،  والحديث في صحيح البخاري بدون هذه الزيادة البعيدة». [البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (7/ 453)]. وقال النووي: «هذا باطل ليس بصحيح، وقد رواه محمد ابن سعد فى طبقاته بهذه الزيادة وإسناده ضعيف». [تهذيب الأسماء واللغات (2/ 372)].

فلم يرد نص صريح يبين سبب قولها ذلك، فقيل لم تعرفه ﷺ، وقيل لتكبرها وخاصة قولها «وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟». [صحيح البخاري (7/ 41 ط السلطانية)]. وقيل لخفة في عقلها. 

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.