صحة حديث : رضا الله في رضا الوالدين، وسَخَطُ الله في سَخَطِ الوالدين.

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيكم شيخنا. ما درجة صحة هذا الحديث بهذا اللفظ :"رضا الله في رضا الوالدين، وسَخَطُ الله في سَخَطِ الوالدين". وجزاكم الله خيرا.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

الحديث ضعيف خرجته في تحقيقي على (بر الوالدين) لابن الجوزي، وقد رواه البخاري في [الأدب المفرد - ت عبد الباقي (ص14)]. والترمذي «1899». [سنن الترمذي (3/ 464 ت بشار)]. والحاكم «7249». [المستدرك على الصحيحين للحاكم - ط العلمية (4/ 168)]. من طريق : شعبة، عن ‌يعلى ‌بن ‌عطاء، عن عبد الله بن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ : «رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد».
عطاء والد يعلى مجهول كما قال أبو الحسن بن القطان. [تهذيب التهذيب (7/ 220)] وتابعه عليه الذهبي [ميزان الاعتدال (3/ 78)]. 
ورواه البزار من طريق :«‌عصمة ‌بن ‌محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم». [كشف الأستار عن زوائد البزار (2/ 366)]. وعصمة متروك [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 136)]. 
والحديث أعله الترمذي بالوقف [سنن الترمذي (3/ 465 ت بشار)].

ولفظ :«‌رضا ‌الله ‌في ‌رضا ‌الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين». هو لفظ للرواية، كما عند البيهقي «7830». [شعب الإيمان (6/ 177 ت زغلول)]. ولعله في بعض النسخ الترمذي.
وعموما الحديث لا يصح أصلا، وقد وردت أحاديث كثيرة تغني عنه في فضل البر بهما. وصححه الألباني «516». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (2/ 43)]. ولم يتعرض لذكر جهالة عطاء، وقد علمت ما فيه.

المجيب : د.قاسم اكحيلات.