حديث : يا فاطمة خير للمرأة أن لا يراها الرجال
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا. هل ثبت هذا الكلام شيخنا :"وقد ثبت عند الحاكم أن النبي ﷺ قال لفاطمة :خير للمرأة أن لا يراها الرجال".
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
الحديث ضعيف ومعناه صحيح، فقد رواه أبن أبي الدنيا 412 عن العوام بن حوشب، قال: بلغني أن عليا، قال: سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء قال: «أي شيء خير للنساء؟» فلم أدر ما أقول فذكرت ذلك لفاطمة فقالت: ألا قلت له: خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يرونهن، قال: فذكرت قول فاطمة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنها بضعة مني رضي الله عنها». [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (2/ 593)]. وإسناده ضعيف للانقطاع بين العوام وعلي، بل هو معضل.
ورواه البزار «526». [مسند البزار = البحر الزخار (2/ 159)]. وأبو نعيم. [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة (2/ 175)]. من طريق قيس، عن عبد الله بن عمران، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن علي رضي الله عنه قال البزار : «هذا الحديث لا نعلم له إسنادا عن علي رضي الله عنه إلا هذا الإسناد». [مسند البزار = البحر الزخار (2/ 159)]. وهذا إسناد ضعيف، قال ابن حجر : «قيس ضعيف، وشيخه مجهول، وشيخ شيخه ضعيف». [مختصر زوائد مسند البزار على الكتب الستة ومسند أحمد (2/ 344)].
ورواه أبو نعيم من طريق «يعقوب بن إبراهيم بن عباد بن العوام، ثنا عمرو بن عوف، ثنا هشيم، ثنا يونس، عن الحسن، عن أنس. [تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية (3/ 123)]. يعقوب بن إبراهيم مجهول، والحسن مدلس وقد عنعن. والحديث ليس عند الحاكم بذلك اللفظ، ولعل قائل الكلام وهم.
فالخبر حديث لا يصح ولا يحوز تداوله إلا مع بيان ضعفه، لكن معناه صحيح فالمرأة الأفضل أن لا يراها الرجال ولو بنقابها، فهي لا تخرج إلا لحاجة، لذا كانت نساء النبي ﷺ لا يخرجن، وإن خرجن خرجن في هودج وهو بناء كالبيت على ظهر الإبل، ويكفي قول ربنا الذي هجرته جل النساء : ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الأحزاب: 33] . فجمع بين القرار وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، لأن عبادة المرأة في بيتها أفضل، فإن كانت عبادتها كذلك، فكيف الحال في الجامعة والنوادي..؟.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.