تقبيل المصحف
السؤال :
السَّـلاَمُ عَـلَيْكم وَرَحْمَةُ اللَّـهِ وَبَرَكَاتُه. شيخنـا جزاكـم الله خيراً. تصدرّ [تقبيل المصحف ] إلى قائمة "البِـدع" وقيل لا أصلَ لها حسب مجموعة من فتـاوى كبار علماء الحنابلة رحمـهم الله -لكن سمعت الشيـخ عثمان الخميس وفقه الله قال لا بَـأس واستدلَّ بعكـرمة ابن أبي جهل -رحمه الله أنه كان يضع المصحف على رأسه وعينيه ويقول "كَلام ربي كَلام ربي" لكنه نبَّه على ألا يتخذ المسلم تقبيل المصحف كتخصيص أو سنة او كلما قرأ وانتهى يقبّل المصحف أريد توضيحتكم !.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
اختلف العلماء في حكم تقبيل المصحف، ذكر الحنفية: وهو المشهور عند الحنابلة - جواز تقبيل المصحف تكريما له، وهو المذهب عند الحنابلة، وروي عن أحمد استحبابه». [الموسوعة الفقهية الكويتية (13/ 133)]. واستدلوا بما روي عن ابن أبي مليكة قال: «كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ، ويبكي ، ويقول: كتاب ربي ، وكلام ربي». لكنه خبر ضعيف، رواه الحاكم «5062». [المستدرك على الصحيحين (3/ 271 ط العلمية)] وغيره عن ابن أبي مليكة عن عكرمة، وهو لم يدرك عكرمة فهو منقطع «14032». [إتحاف المهرة لابن حجر (11/ 283)]. كما ذكروا «عن عمر رض انه كان يأخذ المصحف كل غداة ويقبله ويقول عهد ربي ومنشور ربي عز وجل وكان عثمان يقبل المصحف ويمسه على وجهه». [شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره (ص263)]. ولم أجد للخبرين أي أصل.
ودهب المالكية إلى كراهة تقبيل المصحف. [الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (1/ 356)]. ودليل الكراهة على أنه ليس من عمل الناس، وعن عمر رضي الله عنه: «أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله، فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك». [صحيح البخاري (2/ 149 ط السلطانية)].
والظاهر أن هذا من المباحات ما لم يتخذ سنة، إذ لم يرد دليل يمنع من ذلك، كما لم يرد دليل يجعله سنة.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.