نشر المسلمة صورها على مواقع التواصل
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ماحكم نشر الصور بالنسبة للنساء أو نشر صور نساء عامة ؟.
الجواب :
بارك الله فيكم.
نشر المسلمة لصورها على مواقع التواصل من المنكرات، لا فرق بين كاشفة لوجهها وبين منتقبة. فالمؤمنة مأمورة بالتخفي حتى في أعظم العبادات، وهي الصلاة، لذا ربنا قال : ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الأحزاب: 33] . فذكر القرار وحرم الاختلاط و-هو من تبرج الجاهلية- ثم أمر بالصلاة والزكاة، لأن العبادة في البيت أعظم. وقال النبي ﷺ :«ليس للنساء وسط الطريق». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (3/ 373)]. فلما سمعت النساء الصحابيات ذلك :«فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به». [سنن أبي داود (4/ 369 ت محيي الدين عبد الحميد)]. فإذا كانت المؤمنة تمشي على حافة الطريق حتى لا تلفت انتباه الرجال، فهل يعقل بعدها أن تنشر صورها لهم؟. قال ابن العربي المالكي: «المرأة لا يتأتى منها أن تبرز إلى المجالس، ولا تخالط الرجال، ولا تفاوضهم مفاوضة النظير للنظير، لأنها إن كانت فتاة حرم النظر إليها وكلامها، وإن كانت متجالة برزة لم يجمعها والرجال مجلس تزدحم فيه معهم، وتكون منظرة لهم، ولم يفلح قط من تصور هذا، ولا من اعتقده». [أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية (3/ 483)].
ومن العجيب أن المرأة لا تقبل أن يجلس رجل أمامها يحدق بها، لكنها تدخل بيتها وتنشر صورها له ليحدق بها أكثر مما لو كانت أمامه حقيقة، فتحديقه يدوم بدوام صورتها ولربما احتفظ بها، ومن كانت تستحي في الواقع يزداد حياؤها في المواقع.
والأعجب من هذا، أن تجد الرجل يغضب لو نظر غيره لزوجته وهي منتقبة، لكن إذا دخل بيته نشر صورتها معه ليراها غيره، وفي ذلك أحوال ترجع لعوائد الناس لا إلى الشرع الذي لا يفرق بين المتماثلات.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.