حديث المرأة الخثعمية في كشف المسلمة وجهها

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيحنا الكريم، خرجت امرأة داعية تجلس أمام رجل في إحدى القنوات، وذكرت أن النقاب ليس بواجب، واستدلت بقصة نظر الفضل لامرأة بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فلو كان النقاب فرضا ما كانت كشفت وجهها، فما توجيهكم بارك الله فيكم.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم. 

‌عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته، وكان الفضل رجلا وضيئا، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم للناس يفتيهم، وأقبلت امرأة من خثعم ‌وضيئة تستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم والفضل ينظر إليها، فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها، فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: نعم.». [صحيح البخاري (8/ 51 ط السلطانية)].

هذه القصة لا دليل فيها على كشف المسلمة وجهها لأمرين :

- أنها كانت جارية إما صغيرة السن أو أمة، ففي رواية :«‌واستفتته ‌جارية ‌شابة ‌من ‌خثعم». [سنن الترمذي (2/ 222 ت بشار)].

- ثم هي  عرُضت على النبي صلى الله عليه وسلم ليتزوجها فعند أبي يعلى :«فجعل ‌يعرضها ‌لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يتزوجها». [مسند أبي يعلى (12/ 97 ت حسين أسد)]. لذا لم يكن للفضل حق في النظر إليها فلوى النبي صلى الله عليه وسلم عنقه.
وبهذا يظهر لك أنه لا دليل فيه على ما زعمت، مع أن جلوسها أمام رجل لا يحل حتى عند مالك رحمه الله، قال مالك :«أرى للإمام أن يتقدم إلى الصناع في قعود النساء إليهم، وأرى ألا تترك المرأة الشابة ‌تجلس ‌إلى ‌الصناع». [البيان والتحصيل (9/ 335)]. فالمرأة يمنعها الشرع والحياء من الجلوس لرجل ثم للظهور على قناة يراها العالم. وقد سبق لنا ما يجب عليه أن تكون عليه الداعية المالكية (هنا)، وسبق بيان حكم النقاب عند المالكية (هنا).

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.