جمع التبرعات داخل المسجد
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الحبيب كيف حالك عساك بخير وعلى خير؟. بارك الله فيك ما قولكم فين يقول أن جمع التبرعات محرم داخل المسجد، وأن وضع صناديق التبرعات محرم أيضا لأنه يشبع الحزبية. وبارك الله فيكم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
لا حرج في جمع الصدقات والتبرعات داخل المساجد، فعن جابر بن عبد الله «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من كل جاد عشرة أوسق من التمر بقنو يعلق في المسجد للمساكين». [سنن أبي داود (2/ 49 ط مع عون المعبود)]. و القنو هو العذق (القِطْف) بما عليه من الرطب والبسر يعلق للمساكين يأكلونه. فها هي الصدقة جعلت معلقة بالمسجد يضعها أهلها للفقراء والمساكين. وللبخاري «باب القسمة وتعليق القنو في المسجد». [صحيح البخاري (1/ 91 ط السلطانية)]. قال ابن رجب: «المقصود بهذا الباب: أن المسجد يجوز أن يوضع فيه أموال الفيء وخمس الغنيمة وأموال الصدقة ونحوها من أموال الله التي تقسم بين مستحقيها. وقد ذكر القنو في تبويبه وفسره ولم يخرج حديثه». [فتح الباري لابن رجب (3/ 154)].
وعن البراء بن عازب قال: «كانت الأنصار تخرج إذا كان جداد النخل من حيطانها أقناء البسر، فيعلقونه على حبل بين أسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم». [سنن ابن ماجه (1/ 583 ت عبد الباقي)].
وعن أبي سعيد الخدري قال: «دخل رجل المسجد فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرحوا له ثيابا، فطرحوا له، فأمر له منها بثوبين، ثم حث على الصدقة، فجاء فطرح أحد الثوبين فصاح به وقال: «خذ ثوبك». [المستدرك على الصحيحين (1/ 573 ط العلمية)]. فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالصدقة وهو في المسجد، وجمعوا له المال داخل المسجد أيضا!.
فحث الناس على الصدقة وجمعها داخل المسجد أمر مشروع شرط أن لا يؤذي المصلين ولا يحرجهم، ويجتنبوا ذلك بين الخطبتين وبين الصلاة.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.