حديث : أفضل ‌رباطكم ‌عسقلان

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخنا الكريم ما قولكم في حديث : «أفضل ‌رباطكم ‌عسقلان». هل هو صحيح.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

الحديث روي من طرق لم يرد فيها ذكر عسقلان، وقد روى الطبراني : 11138 - حدثنا أحمد بن النضر العسكري، ثنا سعيد بن حفص النفيلي، ثنا موسى بن أعين، عن أبي شهاب، عن فطر بن خليفة، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكا ورحمة، ثم يكون إمارة ورحمة، ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن أفضل ‌رباطكم ‌عسقلان». [المعجم الكبير للطبراني (11/ 88)].
قال الهيثمي : «رواه الطبراني ورجاله ثقات». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5/ 190)]. 
قلت : ليس الأمر كذلك، فسعيد بن حفص النفيلي تغير في آخر عمره.

وقال الشيخ الألباني : «هذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات؛ غير سعيد بن حفص النفيلي،ففيه كلام يسير .. وللحديث شاهد بنحوه من حديث حذيفة- رضي الله عنه، وقد مضى». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (7/ 803)].
والحقيقة أن الاختلاط ليس بيسير، بل هو علة بما أنه لم يثبت أن الراوي عنه سمع قبل الاختلاط، وبالرجوع إلى حديث حذيفة الذي ذكره الشيخ لم نجد تلك اللفظة، فأصل الحديث له شواهد بدون تلك الزيادة.

وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل عسقلان لم يصح منها شيء ذكرها بن الجوزي تحتب باب : «باب في فضل عسقلان». [الموضوعات لابن الجوزي (2/ 52)].

وعسقلان من البلدان القديمة المعروفة بالرباط، ‌وكون ‌البقعة ‌ثغرا ‌للمسلمين أو غير ثغر هو من الصفات العارضة لها لا اللازمة لها؛ بمنزلة كونها دار إسلام أو دار كفر أو دار حرب أو دار سلم أو دار علم وإيمان أو دار جهل ونفاق. فذلك يختلف باختلاف سكانها وصفاتهم. [مجموع الفتاوى (27/ 53)].

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.