ترك نصرة أهل غزة بحجة قول ربنا :{إِوَنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله. شيخنا الحبيب. ما رأيكم فيمن يستدل بهذه الآية {إِوَنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. على عدم وجوب نصرة الفلـSـطينيين بحجة أن إSرائيل متعاهدة مع دول المسلمين. قالوا لا ينقض العهد والميثاق لأجل مناصرة الآخرين .وما هو معنى هذه الآية.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
- الذي بينهم وبين دولهم ليست عهودا بل هو تطبيع، والصلح لا يكون دائما بل محدودا بمدة معينة وهذا لا وجود له. وقد سبق لبينا بيان الفرق بين التطبيع والصلح.
- الآية نزلت في الأعراب الذين تركوا الهجرة من بلاد الكفر، فهؤلاء فضلوا البقاء في بلاد الكفر لذا سقط حقهم، فما علاقة هذا بغزة المسلمة وهم أصحاب البلد؟!.
قال ابن كثير ملخصا ما ذكرناه:«وإن استنصروكم هؤلاء الأعراب، الذين لم يهاجروا في قتال ديني، على عدو لهم فانصروهم، فإنه واجب عليكم نصرهم؛ لأنهم إخوانكم في الدين، إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار {بينكم وبينهم ميثاق} أي: مهادنة إلى مدة، فلا تخفروا ذمتكم، ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم. وهذا مروي عن ابن عباس، رضي الله عنه». [تفسير ابن كثير - ت السلامة (4/ 97)]. فتبين أن الآية تتحدث عمن ترك الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، وتتحدث عن عهد وميثاق محدود.. فانظر للفروق الكثيرة.
- بل حتى على القول بما ذكرناه أن الأمر يتعلق بالهجرة من بلاد الكفر، فإن هذا مشروط بالقدرة على الهجرة، فإم منعوا منها وضيق عليهم سقط الصلح وانتقض العهد.
فأهل غزة أهل أهل الأرض، لا تجب عيهم الهجرة، والعهود منقوضة مع اليهود فلا ميثاق بيننا وبينهم. فهذا يوم يميز الله فيه بين المؤمنين والمنافقين.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.