حكم وليمة الختان

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل يجوز إقامة حفل بمناسبة الختان -هذا عادة عند المغاربة - ؟ وهل هذا من السنة أو بدعة ؟.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

•  الخلاصة «اختلف العلماء في حكم وليمة الختان، فقيل بالاستحباب وبالكراهة وبالإباحة، والقول بالإباحة هو الراجح».

اختلف العلماء في حكم وليمة الختان، فمنهم من قال سنة واستدل بما رواه ابن أبي شيبة 632 - حدثنا سعيد قال: نا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن عمر رضي الله عنه كان إذا سمع صوتا أنكره، وسأل عنه فإن قيل: «عرس أو ‌ختان ‌أقره». [سنن سعيد بن منصور - الفرائض إلى الجهاد - ت الأعظمي (1/ 203)]. وهذا إسناد ضعيف، لإبهام الذي نبأ ابن سيرين.
وكذلك بما رواه ابن أبي شيبة 17166 - حدثنا جرير، عن ليث، عن نافع، قال: كان ابن عمر «‌يطعم ‌على ‌ختان ‌الصبيان». [مصنف ابن أبي شيبة (3/ 561 ت الحوت)]. وهذا أيضا إسناد ضعيف، لضعف ليث ابن أبي سليم.
وروى أيضا: «16410 - شريك، عن جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس " أنه ختن بنيه ‌فدعا ‌اللاعبين، ‌فأعطاهم أربعة دراهم، أو قال: ثلاثة، "». [مصنف ابن أبي شيبة (3/ 496 ت الحوت)].  شريك سيء الحفظ، وجابر الجعفي ضعيف الحديث.

وقال قوم هي مكروهة، واستدلوا بما رواه أحمد : «17908 - حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن ابن إسحاق - يعني محمدا -، عن عبيد الله، أو عبد الله بن طلحة بن كريز، عن الحسن قال: دعي عثمان بن أبي العاص إلى ختان، فأبى أن يجيب، فقيل له، فقال: إنا كنا ‌لا ‌نأتي ‌الختان ‌على ‌عهد رسول الله ﷺ ولا ندعى له». [مسند أحمد (29/ 436 ط الرسالة)]. وإسناده ضعيف لتدليس ابن إسحاق وقد عنعن، والحسن مختلف في سماعه من عثمان.

وقال قوم هي مباحة، وهذا هو الظاهر، لعدم ورورد دليل يدل على سنيتها، ولا على كراهتها، فبقي الأصل وهو الإباحة حتى يرد صارف يصرف الحكم إلى المنع أو الاستحباب. والقول بالإباحة هو قول المالكية.

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.