نصرة المسلم المبتدع على الكافر
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هناك من الناس من يقول أن حماس مبتدعة، وأنه هي التي بدأت القتال، وهم أخطأوا في البداية بما أن الأمر سيؤدي إلى كل هذه المشاهد، فكيف نوجه هذا بارك الله فيكم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
- حماس لم تبدأ، بل المحتل هو الذي بدأ حينما دخل فلسطين، فقد بدأ في أول يوم أعلن دولته الملعونة، ثم هؤلاء المداخلة الذين يمنعون الإنكار على الحاكم ولو أخطأ، لم ينكرون على حماس، فهي أيضا الحاكم؟!. فمن العجيب منع الناس من الإنكار على حاكمهم، بينما يطعنون في حكام غيرهم!. ثم ما هي البدعة التي أتت بها حماس ولا توجد في بلدان المداخلة؟!.
- ودون الدخول في التفاصيل، ففرضا أن حماس مبتدعة، فلا وجه للمقارنة بين المسلم المبتدع والكافر، بل المسلم يفرح لو انتصر الكتابي على المجوسي، وفي هذا نزل قول ربنا:﴿غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [الروم: 2-4]. قال ابن تيمية:«لو كان المتنازعان مبطلين كأهل الكتاب والمشركين إذا تجادلوا أو تقاتلوا كان المشروع نصر أهل الكتاب على المشركين بالقدر الذي يوافقهم عليه المؤمنون إذا لم يكن في ذلك مفسدة تقاوم هذه المصلحة فإن ذلك من الحق الذي يفرح به المؤمنون». [بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (4/ 195)].
فالعاقل لا يترك مسلما مبتدعا لكافر، وهذا يكفي فيه من المصالح ورد المفاسد ما هو معلوم، قال ابن تيمية:«ألا ترى أن أهل السنة وإن كانوا يقولون في الخوارج والروافض وغيرهما من أهل البدع ما يقولون، لكن لا يعاونون الكفار على دينهم، ولا يختارون ظهور الكفر وأهله على ظهور بدعة دون ذلك». [منهاج السنة النبوية (6/ 375)]. بل إن نصرتهم أولى من نصرة غيرهم، لما فيه من المصالح الكثيرة وإحياء فريضة ميتة، قال ابن تيمية:«فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب: كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيرا من العكس». [مجموع الفتاوى (28/ 212)].
بل وسئل عن رجل يفضل اليهود والنصارى على الرافضة؟.
فأجاب: «كل من كان مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو خير من كل من كفر به؛ وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة سواء كانت بدعة الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية أو غيرهم؛ فإن اليهود والنصارى كفار كفرا معلوما بالاضطرار من دين الإسلام. والمبتدع إذا كان يحسب أنه موافق للرسول صلى الله عليه وسلم لا مخالف له لم يكن كافرا به؛ ولو قدر أنه يكفر فليس كفره مثل كفر من كذب الرسول صلى الله عليه وسلم». [مجموع الفتاوى (35/ 201)].
حرب حماس، هي حرب إسلام وكفر، لا سنة وبدعة، وليس الوقت وقت تقييم، بل وقت نصرة، فالعدو ظاهر متميز، والظلم حاصل. وكل ما يروج من أعذار إنما أصله واحد وهم المداخلة الخونة الجبناء، الذين يدعون طاعة الحاكم، وهم في الحقيقة يقصدون حاكما واحدا، لا حكام غيرهم ممن يخالف حاكمهم.
فنحن صرنا نستحي من عجزنا على نصرتهم، ولا نملك غير قول كلمة الحق نصرة لهم، بينما هؤلاء لا يستحون، بل يثبطون ويطعنون في المجاهدين.. فاللهم انصر أهل غزة على الأمم التي قد تكالبت عليهم.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.