مسائل تتعلق بانتظار الصلاة بعد الصلاة
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال النَّبِيِّ ﷺ :"مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ، وَصَلاَتُهُمْ عَلَيْهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ". هل المقصود بدعاء الملائكة أن يبقى جالسا في مكانه الذي صلى فيه أم يمكن له أن يتنحى لسارية أو حائط قريب من موقع صلاته الذي ركع وسجد فيه؟.شكر الله لك وجزاك خير الجزاء على ما تقدم لنا من وقتك وعلمك.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
- الحديث المذكور بهذا اللفظ، رواه أحمد «1219 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، قال: سمعت عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العبد إذا جلس في مصلاه بعد الصلاة، صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، وإن جلس ينتظر الصلاة، صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه "». [مسند أحمد (2/ 391 ط الرسالة)]. وإسناده ضعيف، لأن عطاء بن السائب اختلط.
- وردت أحاديث في فضل انتظار الصلاة عموما، قال النبي ﷺ: «إذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه، وتصلي يعني عليه الملائكة، ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه». [صحيح البخاري (1/ 103)]. وكذلك قوله ﷺ : «والقاعد في المسجد ينتظر الصلاة كالقانت، ويكتب من المصلين حتى يرجع إلى بيته». [مسند أحمد (28/ 658 ط الرسالة)]. وكذلك قوله ﷺ: «منتظر الصلاة من بعد الصلاة، كفارس اشتد به فرسه في سبيل الله على كشحه، تصلي عليه ملائكة الله، ما لم يحدث أو يقوم، وهو في الرباط». [مسند أحمد (14/ 273 ط الرسالة)].
- هذا الحكم يتعلق بمن يتنظر الصلاة الموالية في المسجد لا في البيت، لحديث أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث. [صحيح البخاري (1/ 46)]. لكن هذا حكم خاص بالرجل، أما المرأة فلو جلست في مصلى في بيتها نالت الأجر، قال ابن عبد البر: «ولو قعدت المرأة في بطن بيتها، أو من لا يقدر على شهودها في المسجد، لكان كذلك إن شاء الله». [التمهيد - ابن عبد البر (11/ 642 ت بشار)]. وقد سبق بيان فضل صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد الحرام (هنا).
- اختلفوا في المراد بقوله (في مصلاه) هل المراد البقعة التي صلى فيها من المسجد حتى لو انتقل إلى بقعة أخرى في ؟. أو المراد بمصلاه جميع المسجد الذي صلى فيه؟. يحتمل كلا من الأمرين والاحتمال الثاني أظهر وأرجح بدليل رواية البخاري: «لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة. [صحيح البخاري (1/ 46)] . وراجع : [طرح التثريب في شرح التقريب (2/ 367)].
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.