حكم المظاهرات التي تخرج نصرة لأهل فلسطين
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.ما حكم المظاهرات من أجل فلسطين.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
المظاهرات وسيلة من الوسائل، وحكمها يرجع للغرض منها، فالتي تكون لطلب حق فهي مشروعة، كنصرة أهل فلسطين، عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تضربوا إماء الله. فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذئرن النساء على أزواجهن فرخص في ضربهن فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم.». [سنن أبي داود (2/ 211 ط مع عون المعبود)]. فقوله(فأطاف بآل محمد نساء كثير) يعني: اجتمعت نساء كثير على باب النبي صلى الله عليه وسلم يشتكين كثرة ضرب أزواجهن. [المفاتيح في شرح المصابيح (4/ 92)].
وهذا معلوم في تاريخ المسلمين، فقد أخرج الإمام أحمد من السجن بعدما تظاهر الناس، فاجتمع الناس على الباب وضَجّوا، حتى خاف السلطان فخرج. [مناقب الإمام أحمد (ص460)].
وذكر ابن الجوزي أن الحنابلة اجتمعوا في جامع القصر فأقاموا فيه مستغيثين، وأدخلوا معهم الشيخ أبا إسحاق الشيرازي وأصحابه، وطلبوا قلع المواخير وتتبع المفسدات ومن يبيع النبيذ، وضرب دراهم تقع المعاملة بها عوض القراضة، فتقدم أمير المؤمنين بذلك، فهرب المفسدات، وكبست الدور، وارتفعت الأنبذة، ووعد بقلع المواخير. [المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (16/ 139)].
وسئل الإمام أحمد عن الرجل، يسمع المنكر في دار بعض جيرانه؟ قال: يأمره، قلت: فإن لم يقبل؟ قال: «تجمع عليه الجيران، وتهول عليه». [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - من الجامع للخلال (ص38)].
فلا حرج في هذه المظاهرات إن كانت حقا، وكانت وسيلة للمطالبة بنصرة المستضعفين من إخواننا وهي وسيلة نافعة. لكن لا بد من أمور :
هجر الاختلاط، فلا يحل اجتماع الرجال والنساء، فالاختلاط محرم في المساجد فغيرها أولى، وقد رأيت يمنع من ذلك بحجة الاختلاط، والحقيقة ليس ذلك سببه، فلو خرج الرجال وحدهم لوجد سببا آخر!.
أن يكون الغرض حقا لا باطلا.
أن تكون لمصلحة راجحة، ومعلوم أن المظاهرات التي الهدف منها نصرة فلسطين تشكل ضغطا على الحكومات وهي نافعة بشكل كبير.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.