اتخاذ المساجد في البيوت
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذي . أريد أسألك بارك الله فيك. أنا في بيتي لدي ركن خاص بالصلاة، لكن بعد زيارة إحدى صديقاتي قالت لي هذا غير جائز، لأن فيه تشبه بالنصارى الذين يقيمون معابد في بيوتهم . هل هذا صحيح؟.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
من المشروع اتخاذ مكان خاص للصلاة في البيت، وقد بوب البخاري: «باب المساجد في البيوت». [صحيح البخاري (1/ 92)]. ويدل على هدا حديث محمود بن الربيع الأنصاري : «أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله ﷺ : يا رسول الله، إنها تكون الظلمة والسيل، وأنا رجل ضرير البصر، فصل يا رسول الله في بيتي مكانا أتخذه مصلى، فجاءه رسول الله ﷺ فقال: أين تحب أن أصلي. فأشار إلى مكان من البيت، فصلى فيه رسول الله ﷺ.». [صحيح البخاري (1/ 134)]. فقوله (أتخذه مصلى). ظاهر في مشروعية ذلك، قال عياض: «وفيه اتخاذ المساجد في البيوت». [إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 632)].
و«عن عبد الله بن سويد الأنصاري، عن عمته أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي، أنها جاءت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك، قال: " قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي "، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل». [مسند أحمد (45/ 37 ط الرسالة)]. فظاهر من قوله (فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه). أن ذلك مشروع.
قال ابن رجب: «كان من عادة السلف أن يتخذوا في بيوتهم أماكن معدة للصلاة فيها». [فتح الباري لابن رجب (3/ 169)].
لكن ننبه على أن هذا المكان لا يأخذ حكم المسجد كما سبق بيانه (هنا).