كانت فاطمة تصعد المنبر وتعظ الناس!

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من فضلكم شيخ ما صحة هذا الخبر: "إنّ فاطمة كانت تصعد المنبر وتعظ الناس، قال ابن تيمية: بقي في نفسي منها شيء لكونها تصعد المنبر، فأردت أنهاها عنه، فنمتُ، فرأيت المصطفى (ص) فقال: هذه المرأة صالحة".

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

يستمر قومي في بث الجهل والشبهات لإخراج المرأة من خدرها حتى تختلط بالرجال، أفلا يكفيهم حال الداعيات اليوم ممن كثرن على مواقع التواصل والمقاطع؟. 
هذا الكلام نُبيِّن قبحه من أوجه: 

1- هذه المرأة العالمة هي أم زينب فاطمة بنت عباس بن أبي الفتح بن محمد البغدادية. فهذه امرأة عالمة، كانت ‌تستحضر ‌كثيرا ‌من المغني، وقال ابن كثير :«وهي التي ختمت نساء كثيرات القرآن على يدها، منهن أم زوجتي عائشة بنت صديق، زوجة الشيخ جمال الدين المزي، وهي التي أقرأت ابنتها زوجتي أمة الرحيم زينب». [البداية والنهاية (18/ 141)]. فهل ممن يخرجن على المقاطع الدعوية عالمات مثلها؟. ثم انظري كيف ذكر ابن كثير أنها ختَّمت "النساء" القرآن.

2- لم يقل أحد أنها كانت تصعد المنبر  لتعظ "الناس" كما نقل هذا الإنسان، بل كانت تصعد منبر "النساء"، يقول ناقل الخبر وهو صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي:«‌كانت ‌تصعد ‌المنبر وتعظ النساء». [أعيان العصر وأعوان النصر (4/ 28)]. فانظري كيف يُلبس ناقل هذا الخبر على المسلمات، ثم قال :«وانتفع بوعظها جماعة من النسوة، ورقت قلوبهن للطاعة بعد القسوة». [أعيان العصر وأعوان النصر (4/ 28)].

3- من العجيب أن يستنكر ابن تيمية صعودها المنبر للنساء! فماذا لو كانت تصعد منبر الرجال؟. وهذا الخبر لم يرد في كتبه وإنما ذكره صلاح الدين الصفدي:«حكى لي غير واحد أن الشيخ تقي الدين بن تيمية قال: بقي في نفسي منها شيء، لأنها تصعد المنبر، وأردت أن أنهاها، فنمت ليلة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فسألته عنها. فقال: امرأة صالحة، أو كما قال». [أعيان العصر وأعوان النصر (4/ 29)]. 

فهذا يزيد المسلمة ثباتا على القرار، وترك الهرج الذي نراه قد كَثُرَ بسبب بعض الدعاة.

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.