التعارف قبل الزواج طريق الحرام

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد أن أعرف حكم التعارف بحدود قبل الزواج بارك الله فيكم. وما حكم من فعله وتاب؟ هل يكمل في أمره قصد الزواج أم لا وجزاكم الله خيرا.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

لا نعلم حراما يبدأ مباشرة، فأصل الفتن والمعاصي بين كل رجل وامرأة تبدأ في أول الأمر بالاحترام والحدود ثم يرفع كل ذلك، وهذا وعد إبليس صدق في كثير من قومنا اليوم:﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي ‌لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الحجر: 39]. فالشيطان له في المعصية خطوات، يبدأها بما ذكرت ثم تنتهي بالحرام،  وهذا أمر معلوم،  لأن الله خلق فطرة ميل كل واحد منهما إلى الأخر، فمن هذا الذي يـأمن على نفسه؟ عن ميمون بن مهران قوله :«لا تدخل على امرأة وإن قلت ‌أعلمها ‌كتاب ‌الله». [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة (4/ 85)]. فإذا كان طريق تعليم كتاب الله للنساء آخره شر فكيف بالزواج؟ وقد لام قوم هندا بنت الخس لما زنت مع عبدها فردت عليهم:«‌طول ‌السواد، ‌وقرب ‌الوساد». [البيان والتبيين (1/ 264)]. قال الجاحظ:«ولو أنّ أقبح الناس وجها، وأنتنهم ريحا، وأظهرهم فقرا، وأسقطهم نفسا، وأوضعهم حسبا، قال لامرأة قد تمكّن من كلامها، ومكّنته من سمعها: "والله يا مولاتي وسيّدتي، لقد أسهرت ليلي، وأرّقت عيني، وشغلتني عن مهمّ أمري، فما أعقل أهلا، ولا مالا، ولا ولدا" لنقض طباعها، ولفسخ عقدها، ولو كانت أبرع الخلق جمالا، وأكملهم كمالا، وأملحهم ملحا. فإن تهيّأ مع ذلك من هذا المتعشّق، أن تدمع عينه، احتاجت هذه المرأة أن يكون معها ورع أمّ الدرداء، ومعاذة العدويّة، ورابعة القيسيّة، والشجّاء الخارجيّة». [الحيوان (1/ 112)].

وهذا المذكور ليس في اتهام، ولكنها الفطرة، فمن علم هذا لم يصح ادعاء الأدب، ومن علمت هذا من العفائف لم تغتر بصلاح رجل.

فلا ينبغي لعاقل الاغترار بمثل هذه الأوهام، ومن أراد التعرف على من  يريد زواجها  فليسلك الطرق الشرعية ومنها: 

- السؤال عنها وعن أهلها ورفقتها، ولا يظن ظان أن الناس يعرف أحوالها بسؤال، فهي مجرد أسئلة لأي واحد الرد عليها بما يظهره  بمظهر الواعظ.

- أن يكون بينهما وبينها امرأة من محارمه، كأمه وأخته، فهي من تتولى الوصل بينهما.

- يمكن إنشاء مجموعة على الواتساب، تضمهما مع محرمها هي،  المحرم الذكر العاقل الذي يعرف القراءة، والذي لا يرضى التميع.

فالواجب هو ترك هذا والتوبة منه، ثم يمكن الزواج بعدها.

المجيب: أ.د قاسم اكحيلات.