الدم النازل بعد سقوط الجنين
السؤال :
السلام عليك ورحمة الله وبركاته. شيخنا الفاضل بارك الله فيكم و في علمكم.. اخت تسأل لو سمحتم. هذه الأخت كان حامل و في الأسبوع السادس مات جنينها في بطنها و لم ينزل منها شيء لمدة أسبوعين ثم نزل دم اسود ثم لم ينزل شيء ثم بعد ـسبوع نزلت كدرة و بعدها في نفس اليوم نزل دم صريح هذا تم البارحة اليوم نزل فقط الكدرة...
ماذا تفعل هل تصلي هل هذا دم نفاس ام دم حيض..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إن كان هذا السقط قد ظهرت عليه علامات التخلق كرجليه ويديه..فهذا بشر تكوني نفساء منه، قال ربنا:﴿وَأُوْلَٰتُ ٱلۡأَحۡمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعۡنَ حَمۡلَهُنَّۚ ﴾ [الطلاق: 4]. ولم يقل أن يضعن أولادهن.فإذا سقط الحمل وهو علقة، أو مضغة لم تتخلق، يحتمل أن يكون دما متجمدا، أو قطعة لحم ليس أصلها الإنسان، ومع الاحتمال لا يمكن أن تترك الصلاة والصيام.
وسبب آخر أن كثيرا من النساء لا ينتبهن إلى أنهن قد أجهضن إذا كان الحمل في دور العلقة أو المضغة، بخلاف ما إذا ألقت الجنين وقد تخلق.(أنظر:الموسوعة الفقهية.الفقه على المذاهب الأربعة.موسوعة أحكام الطهارة).
والتخليق إنما يكون بعد 80 يوما، قال صلى الله عليه وسلم:«إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك». [صحيح البخاري (4/ 111 ط السلطانية)].
وقال ربنا:﴿فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾ [الحج: 5]
.
قال ابن كثير:«إذا استقرت النطفة في رحم المرأة، مكثت أربعين يوما كذلك، يضاف إليه ما يجتمع إليها، ثم تنقلب علقة حمراء بإذن الله، فتمكث كذلك أربعين يوما، ثم تستحيل فتصير مضغة -قطعة من لحم لا شكل فيها ولا تخطيط-ثم يشرع في التشكيل والتخطيط، فيصور منها رأس ويدان، وصدر وبطن، وفخذان ورجلان، وسائر الأعضاء. فتارة تسقطها المرأة قبل التشكيل والتخطيط، وتارة تلقيها وقد صارت ذات شكل وتخطيط». [تفسير ابن كثير - ت السلامة (5/ 395)].
فهذا الجنين عمره 42 يوما، فلا يعد الدم النازل دم نفاس وإنما هو دم فساد، إلا إن كانت هذه عادة حيضتها.
المجيب: أ.د قاسم اكحيلات.