صحة القول : الهدية لا تباع ولا ترد ولا تهدى
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك شيخي الفاضل، هل هناك حديث فيه أن: الهدية لا تباع ولا ترد ولا تهدى.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
قولهم (الهدية لا تباع، ولا ترد، ولا تهدى). ليس حديثا كما بينا في الديوان برقم: (699). وهذا يخالف ما ورد في السنة النبوية، عن علي رضي الله عنه قال :«أٌهدي إلى النبي ﷺ حلة سيراء، فلبستها، فرأيت الغضب في وجهه، فشققتها بين نسائي». [صحيح البخاري (3/ 163)]. ووجه الاستدلال أن عليا أعطى نساءه الحلة التي أهداه له النبي ﷺ. والحلة السيراء هي المضلعة بالحرير، وسميت سيراء لما فيه من الخطوط التي تشبه السيور.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كنا مع النبي ﷺ في سفر، فكنت على بكر -ولد الناقة أول ما يُركب- صعب لعمر، فكان يغلبني فيتقدم أمام القوم، فيزجره عمر ويرده، ثم يتقدم فيزجره عمر ويرده، فقال النبي ﷺ لعمر: بعنيه، قال: هو لك يا رسول الله، قال: بعنيه، فباعه من رسول الله ﷺ، فقال النبي ﷺ: هو لك يا عبد الله بن عمر، تصنع به ما شئت». [صحيح البخاري (3/ 65)]. قوله (تصنع به ما شئت). دليل على التمليك، يبيعه أو يهديه.
أما رد الهدية فهو مكروه لغير سبب، فعن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تردوا الهدية، وأجيبوا الداعي، ولا تضربوا المسلمين». [مسند أبي يعلى (9/ 284 ت حسين أسد)]. وإنما ترد لوجود سبب شرعي، كهدية الكافر يوم عيده، فعن عياض بن حمار قال: «أهديت إلى النبي ﷺ ناقة فقال: أسلمت؟. قلت: لا فقال النبي ﷺ إني نهيت عن زبد المشركين». [سنن أبي داود (3/ 138 ط مع عون المعبود)]. والزبد هو العطاء والهدية.
المجيب: أ.د قاسم اكحيلات.