الصلاة في الفلاة
السؤال :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. بارك الله فيكم يا شيخ. ما صحة الحديث: الصلاة في فلاة أفضل من الصلاة في جماعة. وهل يقصد بذلك تعمد الذهاب أحيانا إلى أرض فلاة والصلاة فيها. جزاكم الله خير.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
1.الحديث مختلف فيه، والذي نراه ضعفه كما بينا في الديوان برقم: (716).
2. على القول بصحته، فقد اختلفوا، هل المقصود صلاتها في الفلاة جماعة؟. ظاهر قول أبي دواد أنها في المنفرد، وهذا لرواية عبد الواحد بن زياد :«صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة». [سنن أبي داود (1/ 220 ط مع عون المعبود)]. وتعقبه مُغُلطاي بأن حديث عبد الواحد لم أر أحدا ذكره في طرق حديث أبي سعيد فيما علمت، إنما رأيته مذكورا عند البخاري: ثنا موسى، ثنا عبد الواحد ثنا الأعمش سمعت أبا صالح، سمعت أبا هريرة يقول: قال النبي ﷺ: صلاة الرجل في جماعة تضعف.. الحديث. [شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي (5/ 38 ت أبو العينين)].
والحقيقة أنه ليس في الحديث ما يقتضي كونه منفردا أو في جماعة بل يحتمل كلا من الأمرين، ووجه العلماء الحديث على الوجهين :
إن كان المراد به الجماعة في الفلاة: فإنما ضعفت على الجماعة في المسجد؛ لأن المسافر لا يتأكد في حقه الجماعة كما تتأكد على المقيم، فإذا أقامها جماعة في السفر ومع وجود مشقة السفر ضوعفت له على الإقامة فكانت بخمسين.
وإن كان المراد به فعلها منفردا فلما ورد أن من حديث : من أذن في فلاة وأقام وصلى صلى معه صف من الملائكة لا يرى طرفاهم. فضوعفت صلاته لأفضلية الملائكة الذين صلوا معه والله أعلم. [طرح التثريب في شرح التقريب (2/ 299)]. لكن الحديث ضعيف، والصحيح أنه من قول سلمان.
3. ليس في الحديث ندب إلى تعمد الصلاة في الفلاة، لأن المقصود بذلك أن يحصل عرضا دون قصد، لأن الغالب من يصلي في الفلاة هو المسافر.
أ.د قاسم اكحيلات.