لبس عصابة اليد للنساء
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخنا ما حكم لبس هذه المعاصم . بارك الله فيكم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
عصابة اليد "للمحجبات" عبارة عن عصابة تصل إلى اليد كالقفازات لكنها مكشوفة وتلتف على الأصابع، انتشرت مؤخرا بين النساء بشكل غريب. فإذا سألت الواحدة منهن لم تلبسين هذه العصابة الكاشفة؟. فل يخلو الجواب :
- أن يكون من منتقبة، فهذه وقعت في القبح، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال :«المرأة عورة». [سنن الترمذي (2/ 463)]. لا فرق بين وجهها ويديها، وهذا التلفيق الذي نراه لم يقله أحد من العلماء، تغطي وجهها وتكشف يديها! وهي في الحقيقة أساءت، فمن يرى منتقبة تغطي وجهها يدرك لونه من خلال يديها، بل يدرك خصوبة جسدها كذلك، لهذا أباح الفقهاء كشف اليدين للرجل الخاطب.
- أن تجيبك من تدعي أن النقاب ليس فرضا، فحتى على قولها لا تصح هذه العصابة، لأنها زينة، لأن الغرض منها ليس هو الستر فهي لا ترى وجوب تغطية اليدين أصلا، وهذا ظاهر جدا، لأن هذا شهره بعض ما يسمى بالداعيات.
وقد تدعي أنها تلبس ذلك حتى لا يكشف معصمها من جهة الأكمام! وهذا دليل خلل في فهم الستر أصلا، لأن المعصم لا يصح أن يُرى من تحت الثياب ولو كان مستورا، لأنه بذلك يظهره محجما، لذا كانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها. [صحيح البخاري (7/ 153)]. وعن مجاهد قال:«كانت المرأة من النساء الأولى تتخذ لكم درعها أزرارا تجعله في إصبعها تغطي به الخاتم». [مسند أبي يعلى (12/ 423 ت حسين أسد)]. والمعنى أنها كانت تخشى أن يبدو من جسدها شيء بسبب سعة كميها فكانت تزرر ذلك لئلا يبدو منه شيء فتدخل في قوله كاسية عارية. [فتح الباري لابن حجر (10/ 303 ط السلفية)].فمعلوم أنه كما يحرم كشف شيء من الجسد فيحرم كذلك تحجيمه. فالمرأة تلبس الثوب مغلق الأكمام لا يظهر ما تحتها. ولا يعدم زمن من صالحات، تقول الكاتبة عن عمتها: أنها خاطت فتحة اليدين حتى لا تخرج يداها أبدا. [صالحات عرفتهن (52)].
فنحن في زمان كثر فيه السفه والتفاهة حتى ممن يحسب على التدين، والمطلوب منا حفظ الأجيال القادمة، فكيف يحفظ مستقبل أبنائه من ضيع حاضره؟!.
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.