حكم سماعات الرأس للمرأة

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ممكن الفتوى الخاصة بحكم وضع "سماعات الأذن الموضوعة على الرأس" للفتاة خارج البيت.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

الأصل أن المؤمنة تقر في بيتها كما أمر ربنا :﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: 33]. وإنما تخرج لحاجتها كما قال النبي ﷺ :«قد أذن لكن أن تخرجن ‌لحاجتكن». [صحيح البخاري (6/ 120)]. وحينما تخرج لحاجة، فهي تخرج وتمشي مشية من يقصد شيئا بعيدة عن لفت الانتباه، لذا قال النبي ﷺ :«ليس للنساء ‌وسط ‌الطريق». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (3/ 373)]. وإنما لا تمشي وسط الطريق حتى لا تشد الانتباه، قال ابن كثير :«فيكره أن تمشي المرأة إلى جانب المرأة صفا، بل تكون الواحدة خلف الواحدة، في تستر وحياء، ويستحب لهن أن تكون الجلابيب -وهي الأزر- غلاظا، لئلا يظهر ما تحتها للنظر». [الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام (ص41)]. ومثل هذه الأحكام ستستنكرها من ألفت الاختلاط،وتصدرت المجالس والبروز في القنوات والحوارات.. لكن توجد بقية من الصالحات يحافظن على حيائهن ويعلمن هذا ولا يحتجن لفتوى لتحقيقه، يمنعهن الحياء.

 ومما يشد الانتباه هذه السماعات التي توضع على الرأس، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ :« صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، ‌مميلات ‌مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا». [صحيح مسلم (6/ 168 ط التركية)].  فقوله (رؤوسهن ‌كأسنمة ‌البخت)؛ أي: يعظمن رؤوسهن بالخمر والمقانع؛ حتى يشبه أسنمة الإبل البخت. [التحرير في شرح صحيح مسلم - الأصبهاني (ص653)]. فهن يجعلن رؤوسهن ظاهرة كسنام جمال البخت، ولا يشترط أن يكون تعظيم الرأس بالشعر فقط، قال النووي :«يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أونحوها». [شرح النووي على مسلم (14/ 110)]. وهذه السماعات تعظم الرأس وتلفت الانتباه.

ويضاف إلى ما ذكرناه أن هذه السماعات هي زينة وليس للستر، وهي كلبس الساعة والخاتم..  وغالب من يلبسنها من المتميعات بحجابهن، من شعارهن (الدين ليس هو الابتعاد عن الحلال، بل الابتعاد عن الحرام) جاهلات أن الابتعاد عن خوارم المروءة وقلة الحياء كذلك من المنهيات، وقد ذكرنا قبلا أن الفقهاء ردوا شهادة اللاعب بالحمام وكثير المزاح..

المجيب : د. قاسم اكحيلات.